توثق مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية فى عددها السادس، لمشوار حياة دولت أبيض الفنانة القديرة التى أثرت السينما المصرية والمسرح بأدوار كثيرة متميزة، وقد خصصت المجلة باب "من ذاكرة السينما" لتلقى فيه الضوء على مشوار حياة الفنانة دولت أبيض.
وتقول سوزان عابد، سكرتيرة تحرير المجلة، إن الفنانة قدمت أدوارًا سينمائية كثيرة لم تكن بينها البطولة المطلقة، ولكنها كانت أدوار علامة فى كل عمل، حيث شاركت دولت أبيض فى فيلم "زينب"، أول فيلم مصرى صامت، وأنهت مشوارها فى "إمبراطورية ميم".
وأضافت أن دولت حبيب بطرس قصبجى ولدت فى 29 يناير 1884 فى مدينة أسيوط، لأم من أصل روسى وكان والدها يعمل مترجمًا بوزارة الحربية بالسودان، ولطبيعة عمله التى تتطلب تنقلات كثيرة للعائلة من مكان لآخر، أرسلها والدها إلى مدرسة الراهبات الداخلية بالخرطوم، حيث درست اللغة الإنجليزية والإيطالية.
وأشارت إلى أن موهبة التمثيل عند دولت أبيض كانت واضحة منذ أن كانت طالبة، حيث لعبت أدوارًا كثيرة فى مسرح المدرسة، واكتشفها الفنان عزيز عيد عام 1917، حيث انبهر بجمالها وموهبتها ودعاها إلى الالتحاق بفرقته ككبيرة الممثلين، وكان أول دور تؤديه فى مسرحية "الكونتيسة"، و"خللى بالك من إميلى" لجورج فيدو، ثم مسرحية "ليلة الدُّخْلة" وقامت بدور العروسة.
واستمرت دولت أبيض بالفرقة لمدة شهر واحد فلم تكن تُقبل على نوعية الدراما التى تقدمها فرقة عزيز، وانتقلت إلى فرقة نجيب الريحانى بعد أن نجحت فى أول تجربة لها على المسرح، ثم انتقلت فى عام 1918 إلى فرقة جورج أبيض.
ولفتت عابد إلى أن أول دور تمثله الفنانة بفرقة جورج أبيض كان "جوكاستا" بمسرحية "أوديب الملك"، ومنذ ذلك تخصصت فى أدوار الملكات والشخصيات العظيمة، ثم سافرت مع فرقة أمين عطا الله عام 1920، وقامت بجولة إلى لبنان وسوريا وفلسطين والجزائر كعضو فى فرقة جورج أبيض التى قدمت فيها نوعية الدراما الجادة، ثم التحقت بفرقة منيرة المهدية، وفى عام 1921 مثلت فى أوبريت "شهر زاد" لفرقة سيد درويش ثم انتقلت إلى فرقة الريحانى، ومثلت فى "ريا وسكينة" وقامت بدور فتاة ثرية جميلة، وتزوجت الفنانة من جورج أبيض، رائد المسرح المصرى، فى عام 1923، وحملت اسمه، وانضمت معه إلى فرقة يوسف وهبى فى عام 1923، واشتركا فى مسرحيات "لويس الحادى عشر"، و"عطيل"، و"الأدب + ليبونار"، و"الجريمة والعقاب"، و"كيلوباترا".
وأضافت عابد أن دولت أبيض انضمت فى عام 1935 إلى الفرقة القومية المصرية عند إنشائها بمرتب 35 جنيهًا، ثم قدمت استقالتها عام 1944، لكى تؤسس فرقتها التى قدمت أعمالاً عظيمة على خشبة المسرح الخاص بدولت أبيض، كما لعبت دور البطولة فى مسرحيات "الملك لير"، و"شمشون ودليلة"، و"مضحك الملك"، و"الشعلة المقدسة"، و"المعجزة"، و"غادة الكاميليا".
وأوضحت أن دولت أبيض كانت أيضًا كاتبة، فقامت بكتابة مسرحية عام 1922، وكانت تناقش مشكلات المرأة المصرية فى أوائل القرن العشرين، ثم كتبت بعد ذلك مسرحية أخرى بعنوان "الواجب"، كما كتبت أيضًا مشاهد لفيلمين آخرين هما "ليالى رمضان"، و"العاطفة الصامتة" فى عام 1953، ومنحت دولت أبيض جائزة "النقاد للتمثيل الرائد"، ومنحتها الدولة جائزة "سينما النيل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة