جددت المخابرات المصرية عهدها مع المصريين، فى أنها حصن منيع ضد المحاولات الإسرائيلية المستمرة لاختراق الأمن القومى عبر جواسيسها، كما فضحت أكذوبة أن السلام مع إسرائيل ينهى تجسسها على مصر، وأن الوسيط التكنولوجى المتمثل فى الإنترنت يغنى عن الاعتماد على العنصر البشرى فى هذا المجال.
ومخطئ من يظن أن إسرائيل اكتفت بمتابعة ما يحدث فى مصر منذ اللحظات الأولى لثورة 25 يناير، بالتقارير الدبلوماسية عبر سفارتها فى الجيزة، أو بآراء باحثيها فى مراكز دراساتها، فالعنصر البشرى الذى يشاهد بنفسه، وينقل نبض الملايين الذين تواجدوا فى ميدان التحرير وفى كل محافظات مصر، يبقى أداة رئيسية لنقل صورة ما يحدث كاملا، على أن تستكمل الأدوات البحثية الأخرى مهمتها فى التحليل للوصول إلى النتائج التى يستقبلها صانع القرار، ويرسم خطواته السياسية وفقًا لها.
وبالعودة إلى التفاصيل الخاصة بالجاسوس «إيلان تشايم»، والتى كشفت عنها أجهزة المخابرات المصرية، سيتأكد أن مهمته كانت حلقة فى مسلسل جاسوسى متكامل، يبدأ بوجوده فى مكان الحدث أثناء الثورة من ميدان التحرير حيث الثورة ضد مبارك، وميدان مصطفى محمود حيث التأييد له، ثم انتقاله إلى المحافظات الحدودية، والأهم زيارته للأزهر ليتعرف على اتجاه السياسات فى مصر خلال الفترة القادمة، لمعرفة هل ستكون دينية أم لا؟!
مهمة الجاسوس، وفقًا للخلفية السابقة، لايحد منها وجود سلام مع إسرائيل، فهى لا تحترم اتفاقيات لها، كما أن نظرتها لم تتغير لمصر على أنها العدو الطبيعى لها، وأن «السلام» هو مجرد هدنة مؤقتة، كما أن «إيلان تشايم»، ليس امتدادا طبيعيا وفقط لحالات الجاسوسية التى ارتكبتها إسرائيل ضد مصر منذ توقيع اتفاقية السلام معها، وإنما تعبير عن امتداد لطبيعة تصرفها فى المراحل الانتقالية من نظام إلى آخر فى مصر، فهى فعلت ذلك بعد ثورة يوليو عام 1952، وتفعله الآن تحسبا للمجهول القادم الذى لن يكون فى أغلب الأحوال صديقا لها نفس صداقتها مع مبارك ونظامه.. فتحية لهذه الضربة العظيمة من المخابرات المصرية، ولا عزاء لخيبة الموساد الإسرائيلى فى جاسوسه «إيلان تشايم».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة