الشهيدة "منى" التى قتلت غدراً وهى تدافع عن شرفها، ستظل روحها الطاهرة ترفرف بين الأرض والسماء، حتى يقطع سيف العدالة رأس الذئب البشرى الذى اغتصبها ومعه كل الذئاب أمثاله.. "منى" هى زوجة الشيخ السلفى "أحمد"، الذى ذبحه القاتل أيضاً قبل أن يغتصب زوجته، التى لم ترتكب سلوكاً واحداً يؤدى إلى تلك النهاية المأساوية، فهى منتقبة، وتحفظ القرآن الكريم، ويشع من وجهها نور إيمانى يمنحه الله سبحانه وتعالى لحفظة كتابه العزيز، تصلى الفجر وتتبرع بأموالها وتعطف على الفقراء، أما الخير الذى يملأ ميزان حسناتها فى الدنيا والآخرة فهو قيامها بتحفيظ القرآن للنساء فى منطقة سكنها بأحد الشوارع المتفرعة من فيصل، وتزوجت من الشيح القعيد لإيمانها بأنه سيأخذ بيدها إلى الجنة، واشتهرت فى المنطقة بأنها لا ترد سائلاً أو محتاجاً.
أما الذئب القاتل، فهو نموذج أسود لبعض الكائنات الحيوانية التى تعيش بيننا فى المجتمع فى هيئة بشر، ويعصفون بأمنه وسلامة وحياة أبنائه المسالمين، وهو نتاج العشوائيات التى تحاصرنا أينما ذهبنا، ابتداءً من المسكن المشترك الذى يعيش فيه هو وزوجته وطفليه - تصوروا أنه متزوج -، ثم الدخل العشوائى يوم عمل وعشرة على باب الله، فهو لم يتعلم مهنة أو حرفة، والحقد العشوائى الذى زين له أن يسطو على أموال وحياة الشيخ وزوجته، وأخيراً التدين العشوائى الذى صور للشيخ أنه يستطيع هداية الشياطين الأشرار، ففتح له بيته وقربه منه وجعله أحد مريديه، دون أن يتحقق من شخصيته.
المخدرات التى تنتشر الآن بشكل مخيف هى التى سهلت للمجرم ارتكاب الجريمة، شمة هيروين جعلته يسرح بخياله الإجرامى المريض فى جمال زوجة الشيخ، ويمنى نفسه بها.. شمة ثانية مسحت من ضميره الوعى والإدراك وجعلته أقرب إلى حيوانات الغابة الشرسة .. شمة ثالثة زينت له الطريق إلى بيت الشيخ وسهلت له المأمورية وجعلت الذبح والقتل والاغتصاب أسهل من شكة الدبوس، والسؤال الآن: إلى متى نترك أولادنا وشبابنا بين أنياب هذا الخطر الداهم، الذى لا يفرق بين غنى وفقير، ولا بين شاب وصغير، ويقدم لكل زبون "الكيف" الذى يناسب دخله ومزاجه؟
الشهيدة "منى" مازالت روحها معلقة بين الأرض والسماء، تصرخ فينا بالثأر، "ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب"، القصاص من كل مجرم شرير يستبيح أعراض الناس ويدنس شرفهم ويدمر مستقبلهم، ويجب ألا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة، وكان الله فى عون أى فتاة تتعرض لهذا العار الأبدى هى وأسرتها.
الثأر من تجار المخدرات الذين يخربون طاقة الأمة وشبابها ووعيها.. الثأر من الجبناء الذين لا يهبون للدفاع عن فريسة يختطفها المغتصبون فى عز الظهر.. الثأر من العشوائية بكل صورها وأشكالها.. والثأر أولا من هذا القاتل الجبان.. وله الخزى والعار فى الدنيا والآخرة.