محمد الدسوقى رشدى

الرئيس العفريت

الخميس، 16 يونيو 2011 07:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت مثلى تماما كنت ومازلت تنتظر ما قد تأتى به ألسنة رجال مبارك من تصريحات وكلمات وأسرار تكشف فضائح النظام السابق والطريقة التى كانوا يسرقون بها خيرات هذا البلد..
أعرف أنك كنت تنتظر اعترافات عن خطط سرقة خيرات الوطن وعمليات النصب السياسى وصراعات الشلل على السلطة، فإذا بهم يلقون داخل أذنك كلمات من عينة «والله أنا برىء يابيه»، أو يبالغ أحدهم فى رد فعله وإهانة نفسه ويصف شخصه بأنه كبش فداء يريدون ذبحه على عتبة الرئيس السابق والناس الكبار، أو ينفعل أحدهم وكأنه من ثوار ميدان التحرير ويصرخ قائلا: (أنا ياما قلتلهم بس هم مسمعوش كلامى، ياما حذرت الريس، وياما قلتله الناس تعبانة بس هو مكنش بيسمع)..

الدكتور سرور قال ذلك فى تصريحاته قبل الدخول إلى السجن ثم عاد وكرر نفس النغمة فى أوراق التحقيقات، وكأن رئيس مجلس الشعب السابق كان معارضا أو عضوا فى حركة كفاية وإحنا مش عارفين، لا يمكن أن تتصور شيئا غير ذلك وأنت تقرأ اعترافات سرور التى ينتقد فيها الرئيس، أو تصريحاته التى يقول فيها إنه حذر مبارك من أحمد عز والعادلى، ورفض تمرير القوانين، وعارض التوريث، وإن كان الدكتور سرور طلع من المعارضين وأعضاء كفاية فإن وزير الداخلية حبيب العادلى كان مديرا لإحدى منظمات حقوق الإنسان ومناهضى التعذيب واستخدام العنف ضد المتظاهرين، فلقد نفى الرجل ضرب المتظاهرين بالنار، بل قال إنه رفض أوامر الرئيس بفعل ذلك.

يوسف والى هو الآخر قال إنه ليس مسؤولا عن إهدار أرض توشكى وأنه أعطى الوليد الأرض بأوامر الرئيس رغم مخالفة ذلك للقانون، ورشيد محمد رشيد قال من منفاه إنه دائما ما كان ينصح الرئيس بالقضاء على الفساد، ومصطفى الفقى أزاد وأفاض بعد الثورة وكأن روح جيفارا تلبسته وأخذ يعدد فى النصائح التى كان يقدمها للرئيس والعيوب والأخطاء التى طالما حذر الناس منها دون أن يخبرنا لماذا لم يفعل ذلك علنا طوال 30 سنة؟!، حتى أحمد عز قال فى حواره مع العربية قبل الدخول إلى السجن إنه ليس مسؤولا، وإن جمال مبارك هو السبب وإنه طالما نصح بتطوير الحزب. إذن يتبقى الرئيس، هو رأس الأفعى التى كان ينصحها كل الناس ولا تستجيب، ولكن حتى الرئيس مبارك حينما خرج فى خطاباته التى ألقاها أثناء الثورة والتى قالها فى أوراق التحقيقات قال بأنه أعطى تعليمات واضحة للحكومة والحزب بالاستجابة لمطالب الناس ورفع مستوى المعيشة ونشر الحرية ورفض ضرب المتظاهرين.

وطبقا للكلام السابق والوارد على لسان الوزراء وكبار المسؤولين والرئيس السابق حسنى مبارك، يتبقى طرف واحد فى تلك المعادلة هو الشعب الذى كان يسرق نفسه ويعتقل نفسه ويعذب نفسه، إنها لعبة ياصديقى تكشف لك فى النهاية أن هؤلاء الذين كبسوا على أنفاس البلد ونهبوا خيراتها ليسوا مذنبين، وأن عفريتا شريرا خفيا هو الذى كان يحكم تلك البلد، ودخل إلى قمقمه حينما صرفته الثورة وتركهم للمصير المجهول.. فهل يعرف أحدكم أى «قمقم» يمكن أن ندعكه ليظهر لنا هذا العفريت لكى نسأله أى دجال سلطه علينا؟! حتى لا تتكرر المأساة..!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة