عادل السنهورى

درس وحمام تركى

الجمعة، 17 يونيو 2011 08:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان رسائل فى عدة اتجاهات بعد اكتساح حزب العدالة والتنمية انتخابات تركيا.. الرسالة الأولى أن هذا الحزب الذى يحاول الكثير من التيارات والجماعات والأحزاب الإسلامية فى الوطن العربى وفى مصر تحديدا التشبه به والسير على خطاه واتخاذه نموذجا ليس «حزبا إسلاميا»، إنما هو حزب يعبر عن جميع أطياف المجتمع التركى دينيا وعرقيا - كما قال أردوغان - نجح العدالة والتنمية فى الانتخابات البرلمانية للمرة الثالثة لأنه لم يصبه الغرور ولم يرفع شعارات هلامية تهدف إلى توظيف الدين لأغراض سياسية، فمنحه الشعب ثقته لأنه أصبح حزبا عابرا لكل مكونات المجتمع التركى بانتماءاته السياسية والفكرية والدينية المختلفة.

هذه هى الرسالة، وهذا هو الدرس التركى الذى يجب على جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات الإسلامية أن تتعلمه طالما أرادت أن تتخذ النموذج التركى وحزب العدالة والتنمية ذى الجذور الإسلامية مثلا لها تحاول أن تطبقه فى مصر، فأردوغان وحزبه ساهما فى نهضة تنموية مهولة للشعب التركى وأصبحت تركيا خلال دورات حكم الحزب القوة الاقتصادية رقم 16 فى العالم.. تركيا الجديدة أو تركيا أردوغان أدركت - كما قال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو - أنها تقع فى مركز يشعر بالحاجة إلى نظام جديد، وأن بلاده بتاريخها وجغرافيتها وتجربتها لديها الكثير لتقوله فى تشكيل النظام الجديد، وأن لديها إستراتيجية واضحة لتحقيق ذلك حتى العام 2020.

الرسالة الثانية أن فوز حزب العدالة والتنمية كان رسالة واضحة لدول المنطقة، وخاصة لإسرائيل التى تعرضت لإذلال تركى فى عدة مواقف خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، خاصة فى العدوان الإسرائيلى على غزة فى نهاية 2008 عندما رفضت تركيا وبصرامة قوة البلطجة الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى الوقت الذى كان فيه نظام مبارك يحاصر القطاع، ووقف أردوغان ليصف قادة إسرائيل بأنهم «مجرمو حرب»، ورفض مصافحة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى مؤتمر دافوس يناير 2009 وانصرف غاضبا احتجاجا على البلطجة الإسرائيلية.

اعتبر أردوغان أن فوز حزبه فى الانتخابات هو نصر لرام الله والقدس ودمشق مثلما هو نصر لأنقرة فى إشارة بليغة المعنى بأن تركيا فى قلب محيطها العربى والإسلامى وفى قلب قضيته الرئيسية.

تركيا الجديدة الآن تسير وفق إستراتيجيتها التى وضعها المهندس أحمد داود أوغلو، وسوف تصل إلى ما تريده لأنها تدير سياساتها الداخلية والخارجية وفقا لمصالحها وأهدافها ودورها الإقليمى وثقلها السياسى، وهذا هو ما نتمناه لمصر بعد ثورة 25 يناير.
درس الانتخابات التركية مثل «الحمام التركى» لمن يعى ويفهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة