ناصر عراق

الكتابة على سطح ثورة ساخنة

السبت، 18 يونيو 2011 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأحداث المتلاحقة منذ أن اندلعت ثورتنا المصرية العظيمة فى 25 يناير الماضى وحتى هذه اللحظة تفرض على المرء منا أن يتابعها يومياً بإبداء الرأى والتحليل، لكن ما الحيلة والكثير من الكتاب أمثالى لا يملكون سوى منبر أسبوعى واحد يطرحون من خلاله أفكارهم ورؤاهم حول التطورات السريعة فى واقعنا المصرى والعربى، ومن ثم إذا تصدى الواحد منا للكتابة مثلاً عن حكاية الجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم الذى ضبطته المخابرات المصرية، حيث تكشف مدى تربص العدو بنا، تكون الوقائع قد تجاوزتها نحو مطالب شعبية متزايدة بضرورة إجراء محاكمات علنية للرئيس المخلوع ورجال نظامه، وهى مطالب مشروعة حتى يرى الشعب الذين قتلوه وأذلوه داخل القفص، فيطمئن على نجاح ثورته، ويحتشد بطاقات خلاقة لبناء مصر جديدة قوية وعادلة وجميلة.

ثم نأتى إلى القضية التى تشغل بال المصريين الآن وهى: الانتخابات أولاً أم الدستور أولاً؟ وهى قضية لم تكن تطرح لولا أن هناك الكثير من الأحداث تلاحقت وتطورت منذ إجراء الاستفتاء فى 19 مارس الماضى، ذلك أن نتيجة الاستفتاء الذى قال فيه المصريون كلمتهم حول تعديل بعض المواد فى الدستور القديم كانت لصالح إجراء الانتخابات أولاً، علماً بأن هذا الدستور كان ينبغى أن يسقط كله مادمت هناك ثورة اشتعلت وأزاحت النظام البائس لحسنى مبارك.

أما تصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والتى تعنى أن الله جل شأنه يحب الإخوان ويكره المصريين، ودليله أن السماء انتقمت من مصر وجعلتها تنهزم فى 1956، وفقاً لكلامه، و1967، لأن النظام آنذاك كان يعتقل رجال الإخوان، أقول هذه التصريحات تكشف منطق التفكير المخيف والمغلوط عند الجماعة المشهورة! وبالتالى كان يجب تفنيد هذه الآراء الخاطئة فى حينها، لكن ما الحيلة والأحداث تتجاوزها إلى أمور أخرى.

ثم نأتى إلى قضايا الانفلات الأمنى وفلول النظام، والبلطجية، والسلفيين وآرائهم التى تخاصم العصر، وصلاحيات المجلس الأعلى، وشباب الثورة الذين أرجو أن يتصدروا المشهد بصورة أكبر، كل هذه العناوين المهمة فى حاجة إلى كتابة سريعة ويومية ترصد وتحلل وتطرح الأفكار، وهو ما لا يمكن أن يتوفر لدى من يكتبون مقالاً أسبوعياً واحداً فقط، لذا عليهم أن يبذلوا جهداً مضاعفاً لتأتى كتاباتهم مواكبة للتطورات المتلاحقة.

الذى يحدث فى سوريا واليمن وليبيا يحتاج هو الآخر إلى المتابعة السريعة والدقيقة، لأن هناك تطورات تحدث كل يوم، وسوف نتأثر بها فى مصر حتماً، والشعوب هناك تقاوم أنظمة باطشة لا ترحم، وهى أيضاً تتوق إلى الحرية بكل وسيلة وتدفع الثمن غالياً من دماء أبنائها الشرفاء، أقول إن الحيرة تنتاب الكاتب عندما يقرر خوض عباب بحر السياسة المتلاطم الأمواج، لأن القضايا الملحة كثيرة ومتنوعة وساخنة، ومع ذلك لا مفر من إبداء الرأى سريعاً حول ما يجرى، مع طرح الحلول الأفضل إن أمكن من وجهة نظر الكاتب بطبيعة الحال.

باختصار.. الكتابة الآن ضرورة وطنية وأخلاقية ينبغى أن يتصدى لها كل صاحب قلم شريف ورؤية ثاقبة لمجريات الأمور، حتى نصل إلى أنسب خارطة طريق تسير على نهجها مصرنا العظيمة نحو الحرية والعدالة والكرامة.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عامر

الأخبار كالموج في البحار

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال يوسف

لا فض فوك ولا غاب سامعوك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة