عادل السنهورى

فى ملاعبنا بلطجى

السبت، 18 يونيو 2011 08:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأحداث المؤسفة والمشينة التى شاهدها كل من تابع مباراة كرة القدم بين فريقى الاتحاد السكندرى ووادى دجلة مساء الخميس الماضى فى استاد الإسكندرية تنتقص كثيرا من رصيد التغيير الذى حدث فى مصر بعد ثورة يناير وتشوه الصورة الجميلة والانطباع الرائع لدى الرأى العام فى مصر والخارج عن الثورة الشعبية التى رفعت شعار التغيير السلمى وحرية الإنسان وكرامته.

المشاهد الذى شاهدها الجميع فى استاد الإسكندرية وقبلها فى استاد القاهرة فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى تعكس الخلل فى فهم بعض الشرائح الاجتماعية فى مصر للثورة والحرية التى نادت بها. فمظاهر الشغب والبلطجة والفوضى التى صاحبت الأحداث بعد 25 يناير تعكس هذا الخلل، فبعض الفئات والشرائح فهمت معنى الثورة على أنه فوضى شاملة وجرأة وتحد لهيبة الدولة وكسر لهذه الهيبة، وشجعها على ذلك أن القوانين التى أصدرتها الحكومة ضد البلطجة والفوضى وتعطيل المصالح العامة وتخريب المنشآت لا تطبق بصرامة فى ظل الغيبة والضعف الأمنى فى تنفيذ القانون.

الفئات التى تريدها فوضى لابد من مواجهتها بصرامة وبقوة القانون وليس «بالطبطبة والحنية» فى التعامل لأن استمرار غياب القانون فى مواجهه هؤلاء سيحولها إلى عصابات قادرة على تحدى هيبة الدولة فى كل مناسبة وفى كل مكان، وهى جماعات معروفة لجهات الأمن، فالفوضى التى يحدثها سائقو الميكروباص والنقل العام فى الشارع هى تعد صارخ على هيبة رجل الشرطة الواقف متفرجا عليها دون التصدى لها خوفاً من تعرضه للإهانة والضرب فى بعض الأحيان. ومن يشاهد بعض رجال الشرطة والمرور فى عدد كبير من ميادين القاهرة والمحافظات يتابعون الفوضى العارمة دون التصدى لها، يأسف على الحالة التى وصلنا إليها ويأسف على غياب القانون والقوة المنفذة له، وصمت رجال الشرطة له نتائجه الخطيرة فى المستقبل بعد استقرار الدولة ونظامها السياسى، فإذا تكاسل رجال الشرطة الآن عن أداء الواجب لحفظ الأمن والأمان والقضاء على مظاهر الفوضى والبلطجة فى الشارع المصرى الآن، فسوف يكون من الصعب استرداد هيبته وهيبة القانون بعد ذلك.
واذا لم يتم كبح جماح الفوضى والبلطجة الآن فالخوف أن تضيع تضحيات الشعب من أجل التغيير هباء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة