انزعجت جدا وحزنت، عندما أعلن الدكتور أحمد زويل نيته للترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفرحت عندما جاءت الشروط الواجبة للمرشحين، لتمنع زويل من الترشح للرئاسة. فمصر كسبت عالما جليلا بقيمة الدكتور زويل، ولم تخسر رئيسا اسمه أحمد.
فالعلماء بإنجازاتهم واختراعاتهم فى التاريخ الإنسانى، هم الأبقى والأخلد من الرؤساء والملوك، ولو حقق زويل إنجازه العلمى فى مدينة العلوم والتكنولوجيا للنهوض بمصر، فسوف يخلد اسمه ويرتبط عصره بإنجازه، وبعد مئات أو آلاف السنين، لن يتذكر أحد الرئيس الذى كان يحكم مصر، ولكننا سنتذكر «زويل» ومشروعه النهضوى.
إسحاق نيوتن عالم الرياضيات والفيزياء الإنجليزى الشهير، وصاحب نظرية الجاذبية وقوانين الحركة الثلاثة، وواحد من أعظم العلماء تأثيرا فى تاريخ البشرية، مازال العالم يتذكره وسيظل اسمه خالداً، حتى نهاية الكون بسبب إسهاماته العلمية، ومع ذلك لا يتذكر أحد الملك الإنجليزى، الذى عاش فى عصره فى القرن 17.
الحال نفسه، مع صاحب نظرية النسبية، وعالم الفيزياء النظرية، والحائز على جائزة نوبل، الألمانى اليهودى ألبرت أينشتاين (مارس 1879 – أبريل 1955)، وربما تتشابه حالة أينشتاين مع حالة الدكتور زويل فى بعض الأمور، فالعالمان حصلا على نوبل فى العلوم والفيزياء، وحققا شهرة إعلامية عالمية كبيرة، تفوق شهرة الرؤساء والملوك، ولكن يحسب لأينشتاين أنه رفض السياسة وآثر العلم، فقد عرض عليه بعد تأسيس دولة إسرائيل تولى منصب رئيس الدولة فى إسرائيل، لكنه رفض، مفضلا عدم الانخراط فى السياسة، وقدم عرضا من عدة نقاط للتعايش بين العرب واليهود فى فلسطين.
فقد كان أينشتاين - وفقا لاعترافه - بعيدا تماما عن معرفة الأمور السياسية وتعقيداتها، وفضَّل أن يعيش عالما راهبا فى خدمة البشرية.
عموما لا نلوم الدكتور زويل على تفكيره السابق بالترشح للرئاسة، فربما كان تحت ضغوط من بعض أصدقائه، أو محبيه ومعجبيه وهم الأكثر. وأظن أنه أدرك الآن أن ما سيقدمه لمصر فى مشروع التكنولوجيا أهم وأبقى، مما كان سيقدمه وهو رئيس. وأظن أيضا أنه طوى صفحة الرئاسة من تفكيره، بعد استقبال الدكتور شرف، والمشير محمد حسين طنطاوى له وموافقتهما على مشروعه.
فزويل العالم يساوى كثيرا لدى المصريين من زويل الرئيس.