فى عام 1923 تم اختيار مدينة القاهرة كواحدة من أجمل عشر مدن فى العالم مع باريس ولندن وفيينا..!
القاهرة حافظت على رونقها وجمالها رغم التوسعات التى حدثت بعد ذلك فى أحيائها حتى الستينيات وبداية السبعينيات ولكن مع توالى حكومات الرئيس السابق وفى عهد «نظيف» تصدرت القاهرة قائمة العواصم غير الجميلة أو القذرة ووقف رؤساء الحكومات السابقة يشاهدون تلال القمامة فى شوارع القاهرة حتى تحولت إلى معلم بارز ومميز لشوارع المحروسة. لذلك ترك رئيس الحكومة الإلكترونية القاهرة وسكن بعيدا عنها فى قصور المجمعات المغلقة ونقل اجتماعات الحكومة إلى القرية الذكية فى أكتوبر بعيدا عن رائحة الزبالة.
ولكن واقع الحال ما زال مستمرا، وشوارع القاهرة غارقة فى تلال الزبالة حتى فى أرقى أحيائها، والحكومة والمحليات عاجزة عن حل المشكلة واستغلال أطنان القمامة كمصدر رخيص وسهل ومتاح للمواد الخام التى يتم تدويرها.
الزبالة أصبحت ثروة للدولة المتقدمة بفضل التقدم التكنولوجى ومصدرا مهما للطاقة والسماد والكيماويات. بل أصبحت فى بعض الدول مصدرا مهما للدخل القومى والثراء وتشغيل الأيدى العاملة، وهناك دول مثل الصين والبرازيل والهند تجوب العالم لشراء قمامة ومخلفات الشعوب المتخلفة، التى لا تقدر ثرواتها، ثم تعيد تصديرها مرة أخرى فى صورة سيارات وثلاجات وتليفزيونات وملابس.
هى فكرة للحكومة الحالية لنسخ تجارب الدول التى سبقتنا والاستفادة من تجاربها فى استغلال القمامة. والحمد لله ما فيش أكثر من الزبالة عندنا، فالقاهرة وحدها تنتج حوالى 15 ألف طن من القمامة يوميا -يعنى 15 مليون كيلو جرام - لكنها للأسف تكلف الدولة 200 مليون جنيه سنويا بسبب عدم الاستفادة منها.
المثير أيضا أن لدينا دراسات حكومية عديدة تؤكد أن قمامة القاهرة من أغنى أنواع القمامة فى العالم، وأن الطن الواحد يصل ثمنه إلى 6 آلاف جنيه، لأنه يحتوى على مكونات مهمة تعتمد عليها صناعات تحويلية كثيرة.
وبحسبة اقتصادية فإن زبالة القاهرة يمكن أن توفر أكثر من 120 فرصة عمل سنويا وزبالة مصر كلها يمكن أن توفر ربع مليون فرصة عمل وإنتاج 9 ملايين طن سمادا عضويا وإنتاج 3 ملايين طن من الورق وآلاف الأطنان من الزجاج والحديد والبلاستيك، والأهم رفع المستوى الصحى، وتجنب أمراض خطيرة تكلف الدولة 600 مليون جنيه سنويا.