كل ما كسبناه حتى الآن، هو تغيير أسماء الوزراء، وطواقم المستشارين والمتحدثين الرسميين. أما النظام نفسه فما زال قائما، نفس التصريحات، والكلام بدون فعل... هناك قضية لا يبدو أن هناك اهتماما بحلها وبالرغم من مرور شهور على الثورة، فإن الأوضاع ماتزال على ما هى عليه من ناحية التوظيف والواسطة والمحسوبية ونفس التركيبة البيروقراطية التى تجعل من الصعب على المواطن العادى أن يصل إلى باب الحكومة أو يتقدم إلى الوظيفة ويحصل على حقه ويعرف لماذا تم قبوله أو رفضه. الحادث حتى الآن أن حكومة الدكتور عصام شرف تستمر على منوال سابق فى إطلاق تصريحات بلا مضامين عن فرص العمل أو المشروعات التى تنوى تنفيذها، لكنها فى التنفيذ لم تضع أية آليات تتجاوز الاجتماعات، والمتحدثين الرسميين.
لم نر قواعد تضمن تكافؤ الفرص بين المواطنين. وقد شاهدنا خلال العقود الماضية كيف كان النظام يمارس التفرقة ويميز بين المواطنين فى الوظائف والفرص. كانت الوظائف المهمة يتم توريثها بين الآباء للأبناء فى الجامعات والخارجية والقضاء والشرطة والبنوك، وكان الأبناء الفاشلون تحجز لهم الوظائف بينما المتفوقون والموهوبون يتم استبعادهم.
ما الذى تغير فى حكومة شرف حتى الآن؟ لم نسمع عن لجان شفافة تتلقى طلبات التوظيف وتعلن نتائجها بوضوح والأسباب التى تم على أساسها اختيار من يحصلون على الوظيفة، وإعلان من لم يقبل بأسباب عدم قبوله، وأن يكون الاختيار هو للأكثر جدارة وليس لصاحب الواسطة الأكبر.
من الواضح أن حكومة شرف ليس لديها النية ولا الرغبة فى تغيير النظام الظالم الذى كان يحكم الاختيارات، ولم نر غير بعض المشاهد الإنسانية التى يحرص مستشارو شرف على تسريبها للإعلام حتى يشكلوا الصورة الذهنية للرجل الطيب، بينما هؤلاء المستشارون أنفسهم أصبحوا يتصدرون الصورة تماما بدلا من سابقين.
لقد كنا نسخر من ظاهرة المتحدثين الرسميين لحكومة نظيف، حيث كان المستشارون والمتحدثون الرسميون يحتلون الصورة، وكان لكل منهم مركز قوى فى التوظيف والمصالح ويقيم لنفسه شبكة مصالح واسعة يمارس بها نفوذه.
وما جرى حتى الآن من الدكتور عصام شرف والوزراء هو استبدال المتحدثين الرسميين والمستشارين للنظام السابق بمستشارين ومتحدثين جدد، يتقافزون ويملأون الدنيا تصريحات، ويسعون لتلميع رئيس الحكومة، ويبررون كل فعل، ويدافعون عن الحكومة بالحق والباطل، مثلما كانت حكومة نظيف تفعل.
كان مستشارو نظيف ووزراؤه يحصلون على ملايين من أموال الشعب بلا عمل، غير التصريح والتبرير، الآن تغيرت الوجوه والأسماء وبقيت الطريقة، والقواعد، حيث طاقم المستشارين والمتحدثين الجدد يشكل حائط عزل حول رئيس الحكومة والوزراء، ويمارس نفس الدور الذى كان يمارسه فريق المستشارين القدماء.. تغيرت وجوه وأسماء ومازال النظام يجرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة