فاز الرئيس الأمريكى أوباما بالرئاسة الأمريكية، مخالفًا كل استطلاعات الرأى التى أجريت قبل سباق الرئاسة، وفى عام 2002 فاجأ حزب العدالة والتنمية فى تركيا، بقيادة رجب الطيب أردوغان، العالم بفوزه بالانتخابات ليقلب معادلة الأوضاع فى تركيا.
أقول ذلك بمناسبة حمى استطلاعات الرأى التى تظهر بين الحين والآخر حول انتخابات الرئاسة فى مصر، وحظوظ المرشحين لها، وتحمل هذه الاستطلاعات نتائج متناقضة، ففى أحدثها الذى أجراه المجلس العسكرى، تصدّر البرادعى، وتلاه الدكتور محمد سليم العوا، ثم الفريق أحمد شفيق ثالثًا، وحازم صلاح أبو إسماعيل رابعًا، وعمرو موسى خامسًا، وسادسًا اللواء عمر سليمان، وسابعًا عبدالمنعم أبو الفتوح، وتقاسم المركز الثامن كمال الجنزورى وهشام البسطويسى وحمدين صباحى.
وقبل هذا الاستطلاع بأيام قليلة، حمل استطلاع لجامعة المنصورة نتائج مختلفة، بتصدر أحمد شفيق، ثم البرادعى، فعمرو موسى، وبعده حمدين، ثم أبو الفتوح فالبسطويسى، وقبل الاستطلاعين السابقين، كان هناك استطلاع أجراه عبده البرماوى على الـ«فيس بوك»، تصدره موسى، ثم البرادعى، وجاء صباحى سادسًا، وأبو الفتوح سابعًا.
وبقدر ما قد يفسره البعض بأن هذه الاستطلاعات دالة على شعبية المرشحين، إلا أن المثير فيها أنها تتناقض فيما بينها، فهل يعد ذلك مثلاً تعبيرًا عن تغير مزاج الناخب المصرى نحو المرشحين فى أيام قليلة؟، أم أن هناك قوى منظمة لكل مرشح ترصد الدعوة لهذه الاستطلاعات ثم تدخل عليها فيظهر عبر هذه الوسيلة تقدم المرشح المؤيد من هذه القوى؟، والمثير أن ذلك قد يحدث وتبنى عليه فرضيات حول حظوظ مرتفعة لمرشح ومنخفضة لآخر، فى الوقت الذى لا يتم فيه الالتفات إلى أن هناك فئات اجتماعية وعددهم بالملايين، كالفلاحين والعمال وغيرهم مثلاً، لا تعرف الـ«فيس بوك» ولا تدخل عليه، وبالتالى فهى قوى مغيبة أو غائبة عن مثل هذه الاستطلاعات.
ويقودنا كل ذلك إلى القول بأن الطريق مازال طويلاً أمام الاعتقاد بوجاهة ومنطقية هذه الاستطلاعات فى الوقت الحالى، والاستناد إليها فى ترجيح مرشح على آخر، وبالتالى فإن طريق المفاجآت لرئاسة مصر قد يكون مفروشًا بأمثلة عالمية مثل أوباما فى أمريكا، و«العدالة والتنمية» فى تركيا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة