أرجوكم لا تستهتروا بالجاسوس الصهيونى «الثانى» «تشاليم جرابيل»، فهو نوع مختلف من الجواسيس من فرقة «المستعربة» التى تكونت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، وتتركز مهمتها فى اختراق صفوف الثوار وإدراك مخططاتهم «السلمية» وتحويلها إلى أحداث عنف تبيح لجيش الدفاع الإسرائيلى حين ذاك التدخل، وإفساد المخططات السلمية التى كانت محل فخر الانتفاضة الأولى، ونجحت فرقة المستعربة فى أن تخترق صفوف حماس وتدفع بالانتفاضة الثانية لأن تتحول إلى انتفاضة مسلحة، مما وفر غطاء صهيونيّا ودوليّا لوصفها بالإرهاب.. كل ذلك جال بخاطرى وأنا أتابع تشاليم جرابيل يلعب لعبة «الحرباء» ويتلون من لون إلى آخر، وينتقل من مكان لآخر بصحبة الإخوة الطيبين من الصحفيين الذين أعمى حماسهم الثورى بصيرتهم وقدرتهم على التمييز، وأصبحت أشك كثيرًا فى أن تشاليم جرابيل صار حديثًا للعشرات منهم، بل وحمسهم للخروج على النص فى أحيان كثيرة يدركها كل من يمتلك خبرة تعامل أو معرفة لفرقة المستعربين التى استطاعت أن تدخل حتى إلى غرف نوم قادة من التيار الإسلامى الفلسطينى، وتمت تصفيتهم وهؤلاء يستطيعون أن يصيروا مسيحيين متعصبين فى ماسبيرو، وسلفيين لا غش فيهم مع السلفيين.
لست أدرى لماذا ربطت فى ذاكرتى بين إلقاء القبض على الجاسوس والقبض على حسين سالم فى إسبانيا، ومقال كنت قد كتبته فى «اليوم السابع» بعنوان: «قصة التنظيم الدولى الذى كونه جمال مبارك للقضاء على ثورة 25 يناير» وكيف ضم هذا التنظيم «دورى جولد» الخبير الصهيونى المعروف، والغريب أن المدعو دورى جولد كان أحد الآباء الروحيين المؤسسين لفرقة المستعربة، كما أن حسين سالم كان المنسق الأعلى لوحدة الأجهزة الرئاسية الأمنية الحساسة التى تشرف على التنسيق مع أجهزة الموساد و«الشين بيت» بشكل مباشر، فهل يمكن إغفال هذه العلاقات المتراكمة والمركبة بين الجاسوس المستعرب «تشاليم جرابيل»، والصهيونى «رودى جولد» الأب الروحى لفرقة المستعربة، وحسين سالم المصرى الصهيونى والمنسق الأمنى للعلاقات المصرية الإسرائيلية وما يستتبع كل ذلك من محاولات لتخريب العلاقة بين القوات المسلحة والثوار، وإثارة الفتن الطائفية خاصة من المجموعات الدينية التى تعانى من سيولة تسهل اختراقها، وكل أنصار ماسبيرو أو بعض الإخوة السلفيين من أتباع كاميليا وأخواتها، خاصة أن الفرق المستعربة جل تخصصها فى اختراق أمثال هؤلاء السذج. أم أن الصفقة سوف تتم سالم مقابل جرابيل، ويا دار ما دخلك شر؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة