نتفق أو نختلف مع عادل إمام لكنه يظل واحداً من أكبر الفنانين المصريين والعرب، ومن أذكى النجوم الذين عرفتهم السينما المصرية، ولكن على فترات نكتشف أن ذكاءه يخونه بدرجة أو أخرى، وتحديداً فيما يتعلق بآرائه السياسية، وكيف يزن بعض الأمور والتوقيتات التى يدلى فيها بدلوه، وأعتقد أن ما يتحمل مسؤولية حالة الارتباك التى تصيب الفنان الكبير هو الزعيم عادل إمام الذى يتصارع طوال الوقت مع الفنان بداخله وللأسف فى أحيان كثيرة تنتصر ديكتاتورية الزعيم أمام موهبة وذكاء الفنان عادل إمام.
الذى فاجأنى وفاجأ الجميع عندما خرج بتصريحات تناقلتها معظم المواقع الإلكترونية نقلاً عن برنامج «يالا سينما» على فضائية دريم، مؤكداً أنه انخدع فى النظام السابق ورموزه وعلى رأسهم الرئيس السابق حسنى مبارك، وأنه لم يكن يعلم بكم الفساد الموجود فى البلاد، مشدداً فى الوقت نفسه على أنه لم يسب الثوار فى ميدان التحرير.
وأضاف: «رصيدى عند الجمهور كبير ويشفع لى، رغم أن البعض يحسبنى على نظام مبارك، لكنى مع مطالب الثورة المشروعة التى تحقق العدالة والمساواة بين كل المصريين».
لم يكتف الزعيم بذلك، بل قال إنه من أكثر الفنانين الذين قدموا أفلاماً تنتقد الواقع السياسى والاجتماعى، وتكشف الفساد ومنها فيلمه «مرجان أحمد مرجان»، وكنت أتوقع أن تخبو كاريزما الزعيم وتتوارى قليلاً، وليتحدث عادل إمام الفنان، موضحاً أن كلا منا معرض لأن يقيم الأمور ويراها بمنظور خاطئ، وكل منا كإنسان من فترة لأخرى يعيد تقييمه للأمور، ولم أكن أرغب مثلى ومثل غيرى فى سماعه يردد جملة «أنا اتخدعت»؟ خصوصاً لأن له حواراته المنشورة وتسجيلاته الصوتية والمرئية التى طالما تحدث فيه بكل خير عن النظام السابق والرئيس السابق، ودافع عن التوريث، لذلك كان على النجم والفنان عادل إمام فى طلته الأولى أن يقول لجمهوره: نعم راجعت نفسى ورصيدى يشفع لى، ولكن نقطة ومن أول السطر «عايزين نبنى مصر»، لأنه إذا كان يقدم أفلاماً تنتقد الفساد والنظام السابق - حسبما ذكر - فهذا يعنى أنه كان على وعى كامل بحجم الفساد المنتشر فى البلد، وأيضاً كان يعرف الكثير بحكم علاقاته وتشعبها.
ورغم تلك التصريحات التى استفزت البعض، وجعلتنى أتوقف أمامها أيضا مثل الكثيرين لكنها لا تبرر بحال من الأحوال الحملة التحريضية ضد عادل إمام، والتى تتطور وتتخذ أشكالا مختلفة من التحريض ضده إلى محاولات النيل منه، لأنه فى النهاية سيظل عادل إمام واحداً من أهم نجوم مصر والعالم العربى، ورمزا من رموز الكوميديا، وأزمته الوحيدة التى بات علينا إدراكها أن الزعيم بداخله هو عادة ما يخذل الفنان الكبير.