محمد الدسوقى رشدى

قبل أن تحصل على كارنيه الحزب الوطنى!

السبت، 25 يونيو 2011 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض من محتوى «الجوابات» يتضح من عناوينه، هكذا علمونا ويا ليتهم ما فعلوا، فلقد جعلونا بتلك الحكمة صيدا سهلا لأصحاب الوعود الوردية المتقنة، بعد أن اعتدنا إهمال التفاصيل التى هى طبعا أكثر قدرة على تحديد ما إذا كان الجواب جيد المحتوى أو سيئ المضمون.

انظر إلى فيضان الأحزاب الجديدة والمرشحين الجدد للرئاسة وستجد عناوين براقة وحلوة لجوابات لم تفتح بعد، ومع ذلك سقط أغلبنا فى فخ الإيمان بها والتهليل لها قبل أن يعرف أتوبيس كام رايح على فين.

كان جميلا أن تضخ ثورة 25 يناير بعضا من الحيوية فى جسد الحياة الحزبية المصرية بمجموعة أحزاب شابة خرجت -أو تدعى - أنها خرجت من رحم الثورة، وكان رائعا أن يخرج علينا مؤسسو ووكلاء هذه الأحزاب مبتسمين وحاملين أطنانا من التفاؤل فوق ملامحهم، ولكن كان مقلقا أيضا ألا يصحب هذه الابتسامات أى برامج مختلفة أو أى خطط ذات جدول تنفيذى صريح، فقط اعتمدت الأحزاب على نفس التصريحات الوردية ونفس الجمل المحفوظة عن الدولة المدنية والمجتمع الديمقراطى والتنمية الاقتصادية والاستغلال الأمثل لموارد مصر، وكان مخيفا أن يقابل البعض من جمهور الشارع هذه العناوين والخطوط العريضة بكل هذا الحماس والإيمان قبل أن يقرأ أو يدرس أو يبحث عن أى سطر من سطور تفاصيل الجوابات التى تحتوى على برامج وخطط هذه الأحزاب.

القلق منبعه من هذه الانضمامات الجماهيرية لتلك الأحزاب والتى جاءت كلها بناءً على مجرد رغبة فى المشاركة فقط، أو حبًا فى شخص يقود هذا الحزب، أو إعجابًا بإعلان الحزب أو شكل وتصميم شعاره أو بمجموعات التصريحات الأولية الصادرة.. يعنى باختصار قرر المصريون أن يسقطوا فى نفس الفخ.. فخ الانبهار والاطمئنان للجواب بسبب عنوانه فقط.
وعموما سأكون عمليا أكثر وأدعوك إلى أن تقرأ النقاط التالية.. اتفضل:
1 - يلتزم الحزب بمبدأ المواطنة كأساس للمساواة التامة فى الحقوق والواجبات بين جميع المصريين.
2 - ينطلق الحزب من رؤية وسطية تقوم على قيم السعى للتغيير ورفض التطرف.
3 - يسعى الحزب إلى ضمان احترام الحقوق الأساسية للمواطنين بكل فئاتهم مثل الحق فى التعليم والرعاية الصحية، وحرية الفكر والتعبير.
4 - يؤكد الحزب أهمية مواصلة مسيرة الديمقراطية من خلال تعزيز احترام الدستور وسيادة القانون والحريات العامة.
هل أعجبتك المبادئ الأربعة السابقة؟!.. هى نفسها مبادئ الأحزاب السياسية الجديدة وتصريحات رجالها، وهى نفسها العناوين التى جعلتك مطمئنا لهذه الأحزاب أو لمرشحى الرئاسة، ولكن هل يمكن أن أصدمك قليلا أو أدفعك لأن تأخذ وقتا للتفكير قبل أن تضع فى جيبك الخلفى «كارنيها» لحزب قد تجده بعد ذلك ورقا أو ديكورا أو راعيا لديكتاتور؟!
صدمتى لك هنا تكمن فى أن المبادئ الأربعة التى أعجبتك والتى قد تدفعك لاختيار الحزب الذى يرفعها هى فى الأصل المبادئ الأربعة الأولى للحزب الوطنى الديمقراطى.. ولذلك نقول إن جمال الأحزاب والمرشحين يكمن فى تفاصيلهم وقدرتها على التفاعل مع الواقع وليس أبدا فى حلاوة وطلاوة تصريحاتهم الوردية ومبادئهم العامة العظيمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة