عادل السنهورى

مائة يوم فقط لا تكفى

السبت، 25 يونيو 2011 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستحق الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، ووزراؤه وسام الشجاعة بامتياز، فقد قبل بتحمل مسؤولية كبيرة، وتولى رئاسة الوزراء فى وقت تهرب الكثيرون من هذا المنصب فى ظل الظروف الصعبة والعسيرة التى صاحبت ثورة 25 يناير، وتحمل عدد كبير من وزراء حكومته عبء المسؤولية، بعد أن اعتذر العديد عن المنصب، بحجة أنها حكومة مؤقتة ولن تفعل شيئا وستقف فى وجه الطوفان بعد الثورة.

وكل الذين ينتقدون أداء حكومة شرف هم من هؤلاء الذين تواروا وابتعدوا عن تحمل المسؤولية الوطنية سواء كانت مؤقتة أو دائمة وتجاهلوا نداء الوطن فى عثرته.
أوضاع مصر منذ مائة يوم كانت تنذر بكارثة اقتصادية وسط أرقام تؤشر بأن مصر فى طريقها لإعلان إفلاسها، وأظهر البعض قدرا من التشاؤم الذى لا أمل بعده فى إنقاذ البلاد وإصلاح أوضاعها فى ظل الانفلات الأمنى، وانهيار جهاز الأمن الداخلى، والانفجار الاجتماعى، والتوتر الطائفى، والتدهور الاقتصادى، واندلاع المظاهرات والاحتجاجات الفئوية فى كل أرجاء البلاد.

ربما قد لا يكون الوضع قد تحسن كثيرا بعد مائة يوم من تولى حكومة شرف، ولكن ليس من الإنصاف والعدل أيضاً أن نحكم على أداء حكومة تولت المسؤولية الجسيمة فى هذه الظروف الصعبة والدقيقة بعد فترة قصيرة للغاية. ويصبح من الظلم أن نقيّم أداء رئيس الوزراء دون مراعاة لمعطيات الواقع الذى تولى فيه، والتركة الصعبة من الفساد الاقتصادى والسياسى والاقتصادى التى ورثها بعد سقوط نظام الحكم السابق.

ومع ذلك وبهدوء يُحسد عليه الدكتور شرف، استطاع على الأقل وقف نزيف الخسائر الاقتصادية، أو الحد من الانهيار على أقل تقدير، والوضع الأمنى آخذ فى التحسن، حتى لو كان بطيئا، والتعامل مع كل القضايا الاجتماعية بحكمة وتعقل.

الكوب ليس فارغا كله رغم قصر المدة، وما تحقق داخليا وخارجيا حتى الآن يستحق الإشادة، فالثورة مازالت فى مرحلة التمكين وتواجه تحديات كثيرة فى كل الاتجاهات، وتحتاج إلى تضافر الجهود والصبر والتحمل قليلا فى سبيل نجاحها، فالكل فى ذات السفينة التى يقودها شرف والمجلس العسكرى، وسط أمواج عاتية وعواصف شديدة، والوصول بالسفينة إلى بر النجاح يحتاج إلى اليقظة والعمل والإنتاج.

وفى اعتقادى أن الدكتور شرف لو حقق ما حققه حتى الآن فى أوقات طبيعية وليست استثنائية كالتى نعيشها الآن، لأصبح بطلا قوميا!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة