أكرم القصاص

«خمسمينية» مبارك.. فلول وضحايا

الأحد، 26 يونيو 2011 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست المرة الأولى التى نرى فيها مؤيدى مبارك يتجمرون فى ميدان مصطفى محمود، بعد أيام من التجهيز، كتبوا على الجدران وعلقوا لافتات تحمل اسم «ثورة أبناء مبارك»، وكل من ساقه فضوله للفرجة على هؤلاء سوف يشعر بالدهشة تجاه هؤلاء المدافعين عن مبارك، فهم أقلية شباب وكهول وسيدات. أغلبهم لا تبدو على هيئتهم أنهم من مستفيدى نظام مبارك، لا يزيدون على خمسمائة شخص، ينظمون مظاهرات فيها من الدراما والسخرية الكثير.

البعض يرى هؤلاء قابضين أو مدفوعين للتظاهرمن الفلول، والبعض سخر منهم ومن عددهم الذى لا يتجاوز «خمسمينية»، ظهروا فى ماسبيرو للاحتفال بعيد ميلاد رئيسهم المخلوع، أو كما يقولون كبيرهم الذى لا يريدون إهانته. كرروا تظاهراتهم فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، وللمرة الثانية يقطعون شارع جامعة الدول ويوزعون أوراقا مكتوبة بعبارات ركيكة: «بنحبك يا مبارك.. يا حامينا يا كبيرنا»... إلخ، كما أنهم نصبوا مسرحا فى الميدان، وصعد بعضهم ليخطب ويصرخ بشعارات لا تختلف مضامينها عن منشوراتهم. خلاصة كلامهم أنهم يرفضون محاكمته، باعتباره الرجل الكبير. فى مواجهة آلاف يطالبون بالمحاكمة فى كل الميادين. ويخلطون بين مبارك، الطاعن فى السن، والرئيس السابق الذى حكم 30 عاما، وصنع نظاما يزدحم بكل أنواع الفساد.

قلنا من قبل إننا لا نعرف لماذا اختار هؤلاء ميدان مصطفى محمود ليطلقوا مظاهراتهم، مع أن المسجد شهد انطلاق أحد أكبر مظاهرات الغضب يومى 25 و28 يناير؟ لكن بعد التنحى شهد الميدان مظاهرات رفع فيها مؤيدو مبارك شعارات مثل: «إحنا آسفين» أو «جمعة رد الجميل» وأخيرا «ثورة أبناء مبارك»، ومنهم من أطلق مجموعات بـ«الفيس بوك» أو يعلق بشتائم على من ينتقدون عصر المخلوع. لدرجة أن البعض اعتبره «ميدان الفلول».
البعض يريح دماغه ويتجاهل هؤلاء أو يراهم نكتة وهم يصرخون ويهتفون لمبارك ويتعاملون بعنف يتجاوز التظاهر إلى الاشتباك مع المارة الذين يضايقهم قطع الطريق، فيشتمون مبارك الذى عطّل حياتهم قبل وبعد التنحى.

ودائما نسأل: هل من بين هؤلاء من يتمنى عودة مبارك؟ وهل يحن هؤلاء إلى أمن الدولة، والتعذيب، والاستبعاد؟ وهل كانوا يريدون أن يستمر فى الحكم للأبد على عكس قوانين البيولوجيا والفيزياء أو يترك لنا ابنه؟ وهل كان هؤلاء يتابعون حجم الفساد فى كل ركن؟ ألم يزعجهم مرضى الكبد الوبائى والفشل الكلوى ومستشفيات تفتقد أبسط قواعد الرحمة؟
يعانون بطالة وفقرا ويسكنون عشوائيات أو مقابر.. هل هؤلاء مخدوعون أم مدفوعون، أم أنهم يحنون للتسلط؟ ولماذا يدافعون عن نظام كانوا من بين ضحاياه؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة