«العيسوى» هو اسم حلوانى شهير جدا فى ميدان أحمد حلمى يمكنك أن تأكل من عنده بسبوسة سادة وبالمكسرات وكنافة وجلاش وأصابع زينب، وهو أيضا اسم وزير داخلية شهير يمكنك أن تأكل فى عهده كل أنواع العُلق وتتثبت وتتسرق وتتبهدل وتموت دون أن تكون لك دية، وإذا ذهبت إلى قسم الشرطة لتشكو ما حدث لك سيقول لك الضابط بمنتهى الأدب والاحترام: روح خلى الثورة تقبض على البلطجية.
قبل الثورة كان الطفل يبكى لأبيه وهو نازل حتى يأتى له بمصاصة وهو راجع، وبعد الثورة صار الطفل يفتح لأبيه المطواة ويثبته قبل أن ينزل ويقول له: لو مجبتليش آلى وانت راجع مش هتدخل البيت.
فى أحداث الانفلات الأمنى التى صنعتها الداخلية بقيادة السفاح حبيب العادلى سرقت أو سربت من أقسام الشرطة 8 آلاف قطعة سلاح يملكها الآن بلطجية مخضرمون، يمثلون جيشا جرارا ضد المواطنين من جهتين، الجهة الأولى: أنهم يهددون المواطنين تهديدا مباشرا على أموالهم وأعراضهم وأمنهم وحياتهم، أما الجهة الثانية فهى اللعب السياسى القذر بورقة البلطجية والانفلات الأمنى والترويع من أجل السيطرة على الاحتجاجات والمظاهرات، وإظهار المتظاهرين بمظهر المتسبب فى استمرار الانفلات الأمنى، وهى نفس اللعبة التى لعبها مبارك ونظامه حين قال عبارته الشهيرة: أنا أو الفوضى.
«العيسوى» دخل علينا فى البداية بوجه هادئ محاولا إيهامنا بأنه «رجل بركة» وأنه مغلوب على أمره وأن المسؤولية أكبر منه لكنه طيب وابن حلال ومع الشعب، وأنه بعد فترة سيتمكن من تطهير وزارته الملوثة، لكنه بعد أن مرت الفترة أسفر عن وجهه الحقيقى لدرجة أنه تشاجر مع وزير العدل فى اجتماع مجلس الوزراء، مدافعا عن أمين الشرطة المتهم بقتل أكثر من 20 متظاهرا، كما أنه يحتفظ بكل سفاحى الداخلية فى مناصبهم ورقّى عددا كبيرا منهم، لتصبح المحصلة فى النهاية انفلاتا أمنيا مع عدم عقاب المتورطين فى قتل المتظاهرين، وكأن العيسوى موضوع فى هذا المكان كحائط صد بين الشعب والمجرمين من رجاله، مع مهمة إضافية وهى ترك الشارع فى هذه الحالة التى لو أراد أولو الأمر القضاء عليها لفعلوا فى ساعات، لكن القائمين على البلد حاليا هم المستفيدون من هذه الحالة.
أقوى دليل على فشل الثورة حتى الآن هو العيسوى ووزارة داخليته الملوثة العاطلة عن العمل عمدا مع سبق الإصرار والترصد، التى تمارس إضرابها المقنع عن العمل بمباركة أولى الأمر ممن يحكمون البلاد حاليا، والذين لا يمكن كتابة أسمائهم صراحة لأنهم يقومون حاليا بنظام قمعى وتكميمى أكثر مما كان مبارك يفعله، وهو دليل آخر على فشل الثورة.
العيسوى الحلوانى فى ميدان أحمد حلمى، والعيسوى الوزير فى لاظوغلى، العيسوى الحلوانى يبيع كيلو البسبوسة للمواطنين بـ12 جنيها، والعيسوى الوزير يبيع دماء ولحوم الشهداء لقاتليهم مجانا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة