لا أملك علاقة وطيدة مع الفنانة آثار الحكيم، ولكنها من النجمات اللاتى أتذكر لهن العديد من الأدوار التى أحبها، وأذكر أنها كانت من الوجوه المبشرة جداً فى فترة من الفترات، وآثار مثلما لها العديد من الأدوار المميزة، هى أيضاً صاحبة آراء جريئة ومثيرة للجدل، وكثيراً ما تدخل نفسها فى معارك وملاسنات تثير التساؤل، رغم أنها فى الكثير من هذه المعارك لا تكون مضطرة إليها، بل عادة ما يتم توريطها، ولكنها وللحق أيضا تملك شجاعة وجسارة عدم التوقف وتأخذ الأمور إلى نهايتها، مؤخرا قرأت تصريحا للفنانة آثار الحكيم نشر على موقع «اليوم السابع» أكدت فيه: «أنها لن ترتدى الحجاب وأوضحت لقد طُلب منى ارتداء الحجاب طوال الـ15 سنة الماضية ولكنى فضلت الالتزام بالزى المعتدل، فأنا أرى أن الدين لا يُختزل فى طرحة، والتدين سلوك أكثر منه مظهر».
وأضافت: «أريد تمثيل شخصية دينية مثل «رابعة العدوية» أو «أسماء بنت أبى بكر» ولكننى لن أرتدى الحجاب إلا فى إطار المسلسل ولن أقبل أن يفرض أى منتج علىّ التحجب.
وهذا التصريح يحمل رأى آثار فى الحجاب ووجهة نظرها، وهى لها مطلق الحرية فى ارتداء الحجاب من عدمه، إلا أننى فوجئت بكم التعليقات التى نُشرت وصاحبت الخبر ومعظمها تعليقات تنتقد آثار وتهاجمها بعنف لأنها قالت بجملة قاطعة وحازمة لن أرتدى الحجاب، رغم أنها مارست أبسط حقوقها فى التعبير عن رأيها وفى مسألة تتعلق بعلاقتها بربها حيث نصّب كل واحد ممن هاجموها نفسه مدافعا عن الدين والفضيلة، والمفارقة أن أحدا لم يلتفت لحملة أخرى وردت فى التصريح وهى فى نظرى الجملة الأهم عندما قالت آثار إننى طوال الـ15 سنة الماضية كان يُطلب منى ارتداء الحجاب، للأسف، لم يسألها أحد من طلب منك؟ أو ما هى الجهات التى كانت تلح عليك، لأن كلامها الذى ورد هكذا فى سياق التصريح يجعلنا نتساءل ونفتح من جديد ملف تحجيب الفنانات المصريات، حيث يبدو أن كل ما كان يُنشر عن أموال تُدفع ويتقاضها البعض منهن لاعتزال الفن أو العودة من جديد بالحجاب، للترويج لأفكار بعينها ونوع محدد من الفن، كان صحيحاً ولم يكن يحمل قدرا من المبالغات كما روج معظمهن، لذلك أقول لكل مهاجمى آثار الحكيم، دعوها فى حالها هى حرة ترتدى الحجاب أو لا، ولكن علينا جميعاً أن نسأل ونبحث عن هؤلاء الذين بات كل همهم تحجيب الفن والثقافة المصرية.