هكذا اختصر الفلاح المصرى المسألة. فهو يعلن قدومه ويطلب إفساح الطريق له للدخول، ومن ثم الحوار مع الموجودين فى أى أمر لكن بدستور أولا. وبعض الفلاحين كنت أسمعهم زمان يعزم الواحد منهم على الثانى فيقول له اتفضل. اتفضل والله. اتفضل بدستور. يعنى بالحق. وبالترحاب. يعنى الدستور أولا يفتح له الطريق. بلاش دى. أليس الدستور هو المبادئ العامة التى تعيش عليها أمة من الأمم. إذن ما هو الضرر أن تتفق الأمة التى لها الحق فى الدستور عليه قبل أى انتخابات. الانتخابات فى كل الدنيا لا تأتى بحكام يتفق عليهم الشعب مائة فى المائة، وإلا ما كانت هناك حاجة لتكرارها، فكيف يكون من جاء بالانتخابات بديلا عن الأمة. ستقول لى إن الأمة انتخبته. والرد طبعا هل أجمعت على انتخابه. لم تجمع. وهذا سر التغيير فى النظم الديمقراطية. ستقول لى إن من ستأتى به الانتخابات فى الرئاسة أو فى مجلس الشعب سيعمل على اختيار لجنة لصياغة الدستور تمثل الأمة. يا سلام. لا يا شيخ. وحتى لو افترضنا أنهم سيفعلون ذلك فما الضرر أن يتم ذلك الآن ونحن أحرار ومتساوون تماما. الدستور دليل ثابت لا يتغير للأمة فلماذا يُختار للأمة ممثلون سوف يتغيرون؟ ستقول لى إنه حين يتم اختيار رئيس ومجلس شعب سيختارون من يضع الدستور ويطرحون أسماءهم للاستفتاء، إذن ستختار الأمة من تريد. أعود وأقول لك إذن فليكن ذلك الآن أو قبل الانتخابات ولا ننتظر، لأنه أيضا ستكون من مواد الدستور شكل الحكم نفسه. وبعدين مش عايزين نتعبهم. طيب لماذا يقاتل أصحاب الدستور ثانيا كل هذا القتال؟ طبعا لأنهم يتصورون أنهم حين يكونون فى الحكم سيستطيعون التأثير على الناس وعلى الإعلام ليؤثر على الناس بدوره، ويختارون عددا كبيرا يمثلهم هم وأفكارهم ويفتح الطريق لهم للبقاء طويلا فى الحكم، إن لم يكن للأبد. نيتهم سيئة إذن، حتى لو لم تكن سيئة فهى ليست مفهومة لأنه ليس هناك أفضل فى الاختيار من شعب لا يحكمه أحد. الآن كل الجماعات السياسية التى تمثل الشعب سواسية لأنها ليست فى الحكم. وهذه قسمة عادلة تتفق مع الدستور الذى هو مبادئ الحياة العامة فى الأمة، وهى مبادئ المفروض أن تظل على طول الزمان. وأكثرها عرفته مصر خاصة فى دستور 1923 وعرفته البشرية. يعنى إذا حبيتم نظام رئاسى عندكم أمريكا وفرنسا وإذا حبيتم نظام وزارى عندكم إسرائيل والهند. بس خلصونا قبل أى انتخابات. وأديكم شفتم الدساتير المتنيلة اللى تمت فى مصر وهى محكومة برئيس ومجلس شعب. وبعدين فين هو الرئيس ده اللى بعد انتخابه حيقف يتفرج على لجنة الدستور وهى بتقلص صلاحياته. وخصوصا المرشح اللى شتم الناس من دلوقت وقال على المختلفين معاه فى الرأى شياطين. بالذمة لو نجح ده حيعمل فينا إيه؟ دا لسه لا راح ولا جه وبيشتم.أنا لا أريد أن أصف أحدا بأوصاف يستخدمها مفكرو الدستور ثانيا ضد خصومهم. أو الذين جعلوهم خصوما بينما هم يختلفون فى الرأى. لكن بصراحة جماعة الدستور ثانيا يشبهون تماما شخصا تقابله فى الظهيرة والشمس فى كبد السماء فيقول لك هى الدنيا ضلمة كده ليه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة