أكرم القصاص

مبارك والقضاء.. لعبة الكراسى السياسية

الإثنين، 27 يونيو 2011 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الديكتاتور لا يعمل حسابا ليوم يكون فيه خارج السلطة، ولايهتم ببناء سلطة قضائية مستقلة تحقق العدل للجميع. ولو كان حسنى مبارك وزوجته وأبناؤه يتوقعون يوما سيقفون فيه أمام القضاء، ما تهاونوا فى تحقيق استقلال سلطة القضاء.

لقد رفض مبارك كل المطالب بأن يكون القضاء سلطة مستقلة عن أى سلطة تنفيذية أو تشريعية. لم يكن أى منهم يعلم أنه سيقف أمام القضاء متهما أو مدعيا، ولو فكروا لحظة فى هذا الاحتمال لكانوا الأحرص على استقلال القضاء. لكنهم لم يجهزوا أنفسهم لهذا اليوم، وهو ما يؤكده تأمل رسالة الاستغاثة التى وجهها جمال مبارك وشقيقه علاء إلى السلطان قابوس. جمال وشقيقه يوجهان اتهامات للقضاء، ويقولان إنه يعمل بالهوى، وأنهما ممنوعان ومعهما مبارك الأب وزوجته من حقوقهم الدفاعية. يشيران إلى «تلفيق قضايا وعن محاكمات لإرضاء المتظاهرين والاستعجال فى عقد جلسات المحاكمة». ويتحدثان عن تحقيقات «مسيسة» ويطالبان بقضاء عادل وهى أمور كان من الممكن أن يسخروا منها قبل ستة أشهر لو قالها أى من خصوم النظام، سيقولون «قضاءنا عادل ولا أحد يتدخل فيه». لكن الموقع اختلف، ومعه اختلفت الرؤية.

مفارقة أن نرى جمال مبارك يطلب أن يقف أمام قضاء عادل، ويتحدث عن تلفيق الاتهامات، يشكك فى الأدلة ويشكو من حملة إعلامية تضغط على القضاء، ويطالب العالم الخارجى بالتدخل لحمايتهما. كان جمال وأبوه وطاقم الحكم فى نظام مبارك يتهمون من يدعو العالم الخارجى للتدخل بأنه عميل يدعو للاستقواء بالخارج. الآن يعتبر أيمن نور رسالة جمال التى يدعو فيها للتدخل استقواء، وهو الذى اتهم يوما بالاستقواء، هى لعبة الكراسى السياسية كما قلنا.

وبصرف النظر عن صحة أو خطأ ادعاءات جمال مبارك، فالقضاء يفترض ألا يتأثر بالرأى العام، ويجب أن يسعى إلى تحقيق العدالة، هذا هو دوره، وهو الهدف من الفصل بين السلطات. ولو كان آل مبارك يعلمون ما سيحدث ما لبثوا فى الوضع المهين.
لم يفكر جمال فيها وهو يرسم لنفسه الطريق إلى قصر الرئاسة، ولا فكر حسنى مبارك وهو صاحب القرار الأكبر، أن يكون القضاء مستقلا. وتجاهل كل من طالب بأن يكون القضاء مستقلا وبعيدا عن الهوى.

الآن يدعى أن القضاء يخضع للأهواء، والدرس واضح: علينا أن نسعى إلى أن نوفر لخصومنا محاكمة عادلة حتى ولو لم يرضنا الحكم، حتى نضمن لأنفسنا ولغيرنا محاكمات عادلة فى أى وقت.. العدالة لا تشترى، وهى الضامن الأول لتحقيق أى ديمقراطية.
هم تعلموا الدرس كالعادة بعد فوات الأوان... مبارك من الماضى ونحن نتطلع للمستقبل علينا أن نسعى لأن يكون القضاء سلطة مستقلة، تحقق العدل بصرف النظر عن المتهم أو صاحب الحق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة