ظلت علاقة السينما بالجيش طيلة الستين عاماً الماضية منحصرة على ثورة يوليو 1952، وحرب أكتوبر 1973، وحرب الاستنزاف، وقليل من النكسة وحرب اليمن.. ظلت فى هذا الإطار، بالإضافة إلى بعض الأفلام الكوميدية التى قام ببطولتها النجم الكوميدى إسماعيل يس، التى حملت اسمه قبل فى الجيش، فى الطيران، فى الأسطول..
وأنا أعتقد الآن أن الوضع قد تغير، وذلك يعود إلى ثورة 25 يناير التى استطاع الجيش من خلالها بناء علاقة جديدة وجيدة مع الشعب المصرى وصلت إلى تفجير بركان من الحب والثقة.. علاقة من وجهة نظرى بنيت على أساس قوى رد به الجيش الجميل لهذا الشعب، وحمى ثورته، كما فعل الشعب تماما مع الجيش حين حمى ثورة يوليو 1952 أى منذ ما يقرب من الستين عاماً..
ومن هذا المنطلق، أتوقع ظهور أفلام سينمائية تظهر هذه العلاقة من خلال نسيج درامى مختلف يصيغه المبدعون من وجهات نظر عديدة قد تكون موالية وقد تكون مناهضة، إلا أنه فى الحالتين سوف يظهر الجيش فى دراما مختلفة ومغايرة تماما عن الصورة التى اعتدناها فى السنوات السابقة...
إن حالة الحراك السياسى التى حدثت بالتأكيد ستفرز فناً وتطرح جيلاً جديداً من الفنانين على الساحة بأفكارهم وأحلامهم ووجهات نظرهم، هكذا أثبت التاريخ أن الحراك السياسى تواكبه حركة فنية عالية الجودة، غالبًا ما تأتى من وجوه شابة تخطو أولى خطواتها فى عالم الاحتراف.
الأيام قادمة لا محالة، وهى الوحيدة التى ستثبت صحة توقعاتى التى أتمنى أن تعود على فن السينما بكل الخير، علَّها تكون ثورة أيضًا على الصعيد الفنى الذى ظل راكدا، ومن سىء إلى أسوأ لفترة طويلة تخطت حاجز الثلاثين عاماً، اللهم إلا بعض الأعمال التى حملت قيمة عالية ظهرت بعيدة وغريبة وسط أعمال كثيرة لم تحمل أدنى قيمة أو هدف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة