مازال الدكتور عصام شرف مصمما على التعامل معنا بمنطق ربات البيوت، كلما تحدث كارثة نجلس واضعين الأيدى على الخدود فى انتظار طلته أو مؤتمره، لينير لنا الطريق إلى الحقيقة، يفاجئنا بتصريح عام لا يشبع ولا يسمن من جوع، مثلما فعل بعد أحداث ليلة الثلاثاء الأسود فى ميدان التحرير بين أسر الضحايا والشهداء وقوات وزارة الداخلية، وانتظرناه يتكلم ليجلى الشائعات، فخرج ليقول: هناك خطة مدبرة ومنظمة لنشر الفوضى فى مصر.. ياسلام.. الله على الاكتشاف!
لم يقل رئيس الوزراء فى تلك اللحظة الحرجة أكثر مما قالته خالتى أو خالتك، كرر نفس الكلام العام والفضفاض الذى يصرح به عقب كل كارثة، مثلما فعل ليلة الاعتداء على معتصمى ماسبيرو، وأثناء اعتصام محافظة قنا الشهير وأثناء أحداث امبابة، وبما أن الدكتور شرف لا يريد أن يقول للناس الحقيقة، أو لا يعرفها وتلك مصيبة أكبر، دعنا نجتهد نحن ونسأل الدكتور شرف ورجال المجلس العسكرى..
لماذا تضحون بمصر وشعبها من أجل شوية ضباط انسحبوا من أماكنهم، وخانوا الأمانة.. فى وقت كانت مصر فى أشد الحاجة إليهم؟، لماذا تضحون بالثورة الشعبية من أجل وزارة داخلية لا تريد الانتشار فى الشوارع، وتأمين النفوس والممتلكات إلا بعد أن يعود المواطن لمخاطبة رجالها وهو محنى الظهر، كسير العين، لا تخرج من فمه سوى كلمة تحت أمرك ياباشا؟، لماذا تضحون بثقة الناس من أجل وزير داخلية سابق لا يحتاج إلى كل هذه المدة لإثبات مسؤوليته عن قتل المتظاهرين، بينما أمين الشرطة شريكه فى بعض هذه التهم، حكم عليه بالإعدام والمؤبد فى أقل من شهر؟
ماحدث فى ميدان التحرير مسؤوليتكم، وهو أمر ليس من فعل بلطجية وليس فصلا من خطة شريرة تتضمنها أجندة خارجية، أو نفذها جاسوس الموساد الظريف قبل القبض عليه، ماحدث جزء من خطتكم أنتم لإفساد فرحة هذا الشعب بثورته، جزء من الغضب الذى تختزنونه بصدور الناس، نتيجة لأفعالكم اللامنطقية، فهل يعقل أن يظل محمود آخر شهداء ثورة 25 يناير الذى دهسته السيارة الدبلوماسية طريح فراشه فى مستشفى أقل من المستوى العادى يعالج على حساب أهله، بينما الرئيس المخلوع يعالج فى أفخم مستشفيات مصر، وتخدمه 5 سيارات آخر موديل فى شرم الشيخ؟، هل يعقل أن يتم تعذيب أهل الشهيد محمود 24 ساعة حتى يتسلموا جثة ابنهم من المستشفى، بينما وبكل سهولة يتم استصدار أمر باستحضار طبيب ألمانى لمتابعة حالة مبارك؟ ألم يكن محمود هو الأولى باستحضار طبيب من الخارج، وتلك المصاريف التى يتم إنفاقها على مبارك الذى بخل طوال 30 سنة فى الإنفاق علينا من مالنا، بينما لم يبخل الشهيد محمود بدمه وأنفقه من أجل حاضرنا ومستقبلنا.؟!.. هذه مجرد أسئلة، إجابتها تكشف لك من أين يأتى غضب الناس الذى يصنع مثل تلك الأحداث، بل وتخبرك أن من يزرعون هذا الغضب هم أنفسهم الذين يدعون حماية الثورة ومستقبلها!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة