أكرم القصاص

الاى كولاى فيلم الرعب الجديد

الثلاثاء، 07 يونيو 2011 09:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لحظة من فضلك.. اقرأ هذه العناوين ونلتقى بعدها رعب «الاى كولاى» يجتاح العالم.. البكتيريا القاتلة تنتشر فى 12 دولة.. فى ألمانيا، يقول الدكتور أولف إنه يقتل النساء، والبروفيسور مونش يتهم الخيار الإسبانى، والمفوضية الأوروبية ترفع التحذير، روسيا توقف استيراد الخيار الأوروبى، وفرنسا تشكل وحدة لإدارة الأزمة، واستعدادات لفحص الخيار فى العالم.. البروفيسور أندرياس فى بيان: نأمل فى كشف مصدر نسخة «0104 اتش4» من «إى كولاى»، أول حالة فى لبنان تهدد بالانتقال للمنطقة العربية..
طبعا نتذكر هذه العناوين، رأيناها من قبل مع تغيير الأسماء. تنتفض أوروبا وأمريكا فننتفض معها، يخافون فنخاف من الأمراض التى ترعبهم، أكثر من الأمراض التى تقتلنا.
رأينا هذا الرعب مع جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، والخنازير، وكان الفيلم، ينتهى كما بدأ فجأة.

عندما قالوا إن أنفلونزا الخنازير خطيرة ومرعبة قلنا «آمين»، تركت حكومة نظيف مهامها وتفرغت للخنازير، كنا نسخر ونتوقع ظهور فيروس جنون الطماطم فإذا بالخيال يصبح حقيقة على أيدى خبراء تجارة الرعب البيولوجى.

رأينا أطباء وخبراء يتحدثون عن تجهيز مقابر جماعية وصدّق الناس منظمة الصحة، وباعت شركات التامفلو بمليارات المليارات ولا ننسى بيزنس الكمامات والمطهرات. قبل أن يمر العام الثانى اختفت أنفلونزا الخنازير، بعد أن ذبحنا الخنازير بقرار عشوائى للرئيس السابق، لا نعرف أين ذهبت أنفلونزا الخنازير. قبلها كان جنون البقر والابيولا.. الرعب افتراضى وإعلامى، والزن على الآذان والعيون أشد من السحر ومن الفيروس والبكتيريا.

كان البطل دائما منظمة الصحة العالمية، والرابح شركات الدواء العالمية، وشركات المطهرات. بكتيريا الإيكولاى هى موضة الرعب هذا العام، وربما فى الأعوام المقبلة، بعد انتهاء أفلام الرعب عاد هذه المرة مع «الاى كولاى»، التى احتلت واجهة فيلم الموسم.

وإذا كان المتحدث منظمة الصحة العالمية، فالعالم كله يستمع ويتابع، ويعيش الرعب لآخره، ونتوقع أن تبدأ وصلات التخويف، من التوك شو، تحذر من الخيار والطماطم، والخس والجزر.
أنفلونزا الخنازير لم يتجاوز قتلاها ألفين فى ثلاثة أعوام، وتجاهلنا فيروس الكبد الوبائى الذى يقتل 30 ألفا سنوياً، والسبب أن المنظمات الدولية، وشركات الدواء العالمية لم تخوفنا مما نعيشه، الآن الخيار والطماطم والخس، وغدا الجرجير والبيض، وبعد غد البطاطس، والكوسة.
الاى كولاى أصابت 2500 شخص توفى 18 فى أوروبا، طالما هم أوروبيون فالعالم كله يجب أن يهتم، أما مليون أفريقى فيموتون من الجوع فهذا شأنهم، ومازال هناك من يخرج من وزارة صحتنا ليقارن بين الاى كولاى و«الاتش 1 ان 1» كأنها كانت حقيقة، طبعاً هذا لا يعنى التجاهل، لكن حتى نكشف الجدية، يفترض أن نفكر فى مواجهة فيروس الكبد المؤكد، على الأقل مثلما نفعل مع «إى كولاى».

لكن نتوقع أن تساهم بيانات منظمة الصحة العالمية فى ترويج مضادات حيوية راكدة، مثلما روجت التامفلو، الاى كولاى بكتيريا تعيش فى الأمعاء غير ضارة، والضار منها يسبب الإسهال، لكنهم يتحدثون عن نوع متحور.. سوف يواصلون البيانات ونسير خلفهم مثلما فعلنا مع الأنفلونزا وجنون البقر.. الآن السيادة للـ«إى كولاى» ولا صوت يعلو فوق صوت أفلام الرعب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة