محمد الدسوقى رشدى

الناس اللى فى المجلس!

الثلاثاء، 12 يوليو 2011 08:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأشقاء فى السويس يهتفون الآن بالشعار التالى: «كلمة فى ودنك ياحربية.. إحنا اللى ضربنا الداخلية»، وأعتقد أنه لا أنا ولا أنت ولا الناس الحلوة المعتصمون فى ميادين مصر كنا نتمنى أى مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع المجلس العسكرى، ولكنّ الفرق بين التمنى وما يفرضه الواقع ويجبرنا عليه المستقبل واسع وكبير، وحقوق الغلابة من أهالى الشهداء، والتجاهل المفرط لسكب الماء البارد فوق قلوبهم الغاضبة الباحثة عن القصاص، فرضت هذا الهتاف على الألسنة فى ميدان الأربعين، ومستقبل الثورة وتباطؤ المجلس العسكرى فى الرد على مطالب المتظاهرين فرضا هتافات مماثلة على الألسنة فى ميدان التحرير، ولكنها أقل حدة من هتاف السويس.

ليس فى الأمر عداوة مع جيش هذا الوطن، ولكن فى الأمر رغبة قوية لاستكمال مسيرة هذه الثورة، دون النظر لهوية حوائط الصد التى قد تمنع المصريين من الوصول، حيث المستقبل الديمقراطى والحرية. لا تغضب ياعزيزى المجلس العسكرى، فأنت لست هدفا لأجندة خارجية، أو مخططا مدفوع الأجر، كما يحاول أن يروّج البعض، ولكن صمتك وتباطؤك فى تحقيق مطالب الناس، وعدم وفائك للأمانة التى حملك المواطنون إياها، أو ارتضوا تحميلك إياها بعد تنحى مبارك، يجعل منك حائط صد يحول بين أبناء هذا الوطن، وطموحهم الجارف نحو حياة أفضل، وأنت تعرف ماذا يحدث لحوائط الصد أمام الصدور المحملة بديناميت الغضب!
الناس فى الميادين لا تبحث عن سلطة أو جاه، ولا تطلب منحة ولا هبة، فلقد مضى عصر انتظار المنح، وبدأ عصر السعى لتحقيق المكاسب وانتزاع الحقوق بالقوة.. قوة الصبر، أو قوة الفعل والعصيان، الناس فى الميادين ياسيادة المجلس الجنرالى لم تنم على الأسفلت لكى يرحل مبارك ويأتى من بعده «مجلس مباركى» الهوى والفعل. الناس ياسيادة المجلس لا تحب لعبة الأذن التى يدخلها الكلام من اليمين، ويخرج من الشمال، دون أن يترك أثرا فى النفس أو العقل، وأنتم تحترفون تلك اللعبة الآن.

إحنا «زعلانين أوى» ياسيادة المجلس، هكذا يحاول أهل الميدان أن يخبروكم قبل أن يتحول «الزعل» إلى غضب، والغضب إلى خصام، والخصام إلى اعتصام شعاره الرئيسى تلك النغمة الشهيرة: «مش هنمشى هو يمشى»، و«هو» فى هذه المرة ستكون ضميرا غائبا عائدا على مجلسكم الجنرالى الموقر، وأنتم اختبرتم رأس هذا الشعب «الناشفة» منذ 25 يناير، حتى 11 فبراير.

يا سيادة المجلس هو فى حد يعمل كده؟!، هكذا يسأل المتظاهرون: كيف سمحت لكم ضمائركم أو عقولكم بأن تنشروا صور احتفالكم فى الكلية الجوية، بينما أهالى الشهداء يصرخون على أسفلت العين السخنة، والمصابون يتوجعون من شدة التجاهل؟، وهل يعقل يا سادة أن يظهر أحمد شفيق بجواركم فرحا باسما وهو المتهم الكائنة أوراقه أمام جهات التحقيق؟!
يا سيادة المجلس أوفوا بعهدكم الذى عاهدتم به، وخذوا من نهاية السابقين العبرة والعظة، ولا تصلوا بسيناريو الأحداث إلى حيث يوجد مضمون الخطبة الشهيرة «خليهم يتسلوا»، أو الخطبة الأشهر منها «أنا فهمتكم»، لأن مصير قائل هذه العبارات إما فى مستشفى بشرم الشيخ، أو لاجئ، أو محروق بالسعودية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة