أنا فى منتهى السعادة بما يسمى «ائتلاف ضباط الشرطة»، ذلك لأنه لولا ثورة 25 يناير لما ولد هذا الائتلاف الذى يضم فى أكثريته الشباب من صغار الضباط، وتخيل معى لو أننا أيام سيادة اللواء مصاص الدماء حبيب العادلى وطلع واحد من ضباطه وأعلن عن موضوع الائتلاف، تخيل معى السيناريو، وعينك ما تشوف إلا النور، أعتقد أن صاحب الفكرة كان سيذهب إلى قبور مقر أمن الدولة بمدينة نصر، أو على الأقل كان سيتم القذف به فى براميل حمض الكبريتيك المركز المسمى عند «أم بقو» بمية النار، لذلك وهاتيك لابد أن يشكر ضباط الائتلاف ثوار يناير، لأنه لولاهم لما كان هذا الصنيع الجميل، ولما وصل صوت أغلبية الضباط المقهورين إلى الملأ، ونحن جميعا نعرف هذا التراث الشنيع من القهر والطبقية داخل سلك الشرطة، وكم من قصص وحكايات سمعناها عن السادة اللواءات المقربين من الوزير، أى وزير الداخلية، وما يفعلونه فى إداراتهم من تقريب من يشاءون وفتح مغارات على بابا لهم، وإقصاء من يريدون وفتح أبواب جهنم لكل من يعصى أوامرهم أو يختلف مع أمزجتهم، إذن لابد لكل كاتب وطنى وموضوعى أن ينتصر لطلبات هؤلاء الضباط الذين يكتبون تاريخا جديدا لصورة رجل الشرطة فى الشارع، خصوصا مع اعتراف الرائد أحمد رجب المتحدث باسم الائتلاف أنهم ضد لواءات حبيب العادلى الذين ساعدوه ونفذوا خططه فى قتل المتظاهرين، وأنه وزملاءه يطالبون اللواء العيسوى بتطهير الداخلية منهم، وأنا كتبت مرارا حتى زهقت، أطالب اللواء العيسوى بنفس الطلب، أطالبه بوقف وتجميد الضباط الذين يحاكمون لأنه من دواعى السخرية أن أجد مدير أمن بنى سويف مثلا فى القفص صباحا بتهمة قتل الشهداء، ثم يركب سيارة الداخلية ويعود لمكتبه مساء كحامى حمى الأمن فى الإقليم الذى لا يطيق اسمه ولا سيرته، وفى ظنى أن أخطر مهمة يجب أن يقوم بها الائتلاف الآن هى إعلان قائمة سوداء مثل قائمة الفنانين بكل الضباط الملوثة أياديهم بجرائم القتل أو التعذيب، وهذا سيكون أعظم شىء يقدمه الائتلاف لمصر، أما ما يستحق أن نعضد الائتلاف فيه فهو حربهم الشرسة ضد البلطجية والمسجلين خطرا، وهذا عمل يتطلب التفاف الشعب حول الشرطة فورا، لقد وصلتنى أول أمس قصة مؤثرة عن ضابط صغير فى العجوزة أو إمبابة وصلته شكوى عن سائق ميكروباص بلطجى، وعندما ذهب ليقبض عليه انطلق بالميكروباص يدوس كل ما فى طريقه، وطارده الضابط حتى استشهد، هذه قصة ضابط بطل قد يحكيها أحد الضباط بنغمة يأس وانهزامية ويقول وأنا مالى أعمل زيه وأموت، وهذا نوع جبان لا نحتاجه، ولم يتعلم من شرف مهنته شيئا، ولا يستحق أن ينتمى لبدلته أو وطنه، وهذا نوع يذكرنى بما حدث مساء الثلاثاء فى واقعة البالون والضباط الذين أظهروا أسوأ ما فيهم وأشاروا بأصابعهم وشتموا المصريين، هذه نوعية ضباط حبيب العادلى التى أساءت للشرطة والوطن، أما نوعية ضابط الميكروباص هى ما يجب أن تتشرف به الشرطة، وأطلب من الائتلاف نشر قصته وقصة أمثاله فى كل وسائل الإعلام ليعلم الجميع أن النخوة والشهامة والبطولة لم تمت فى ضباط شرطة مصر، إننا بعد الثورة نحتاج لهذه السبيكة الوطنية من الضباط الثوار التى لا تزال قابضة على الجمر وتتحمل هذه الصورة المتردية وتؤخذ بذنب آخرين، ومن ذلك ما سمعته أن لاعب الزمالك الموهوب الذى أعشقه شيكابالا قد اشتبك مع أحد الضباط الشرفاء فى الملعب بعد مباراة الزمالك ودجلة عندما حاول منعه عن الجمهور، والمهازل التى حدثت فى هذه المباراة والعنف والمصابين والضحايا تجعلنى أطالب ائتلاف الضباط ألا يذهب رجال الشرطة لأى مباراة فيها ألتراس الزمالك إلا بعد التأمين على كل عسكرى وضابط بمليون يورو، وسيكون التعويض من الملايين التى سيبيع بها الزمالك شيكابالا للسعودية، هذا حقكم فلا تتنازلوا عنه، امنعوا ذهاب الشرطة لأى مباراة للزمالك.. الحكاية زادت عن حدها يا جماعة!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة