محمد الدسوقى رشدى

تعاطفك مع شرف!

الأربعاء، 13 يوليو 2011 08:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن أن أتعاطف أو تتعاطف أنت مع الدكتور عصام شرف؟!
إنسانيا ربما يكون الأمر جائزا بسبب ملامح الرجل الطيبة والمستكينة، والوضع الصعب الذى تعيشه البلد وبالتالى يغرق فيه أى كرسى حكومى، ولكن على المستوى السياسى يصبح التعاطف مع الدكتور شرف أمراً مستحيلاً، ليس فقط لأنه فشل فى أن يقود حكومة تنبض بنفس حماس الثورة، وليس فقط لأنه فشل فى ضبط إيقاع وزارة الداخلية، أو لأنه لم ينجح فى الحفاظ على حقوق الشهداء والمصابين، أو لأنه كان مجرد حقنة مسكنة ضربها لنا المجلس العسكرى فى العضل لكى تستقر له الأمور.. ولكن لأنه كان شريكاً فى تلك اللعبة التى أرادوا بها الالتفاف على مطالب الثورة أو الالتفاف حول عنق الثورة نفسها وخنقها حتى تموت.

أنا لا أصدق تلك الحدوتة الطيبة حول أن الدكتور شرف مغلول اليد وغير قادر على اتخاذ القرار بسبب قوى ما تعيقه عن أداء عمله، لأن صدق تلك الحدوتة لا يعنى سوى أن الدكتور شرف ارتضى المنصب فى مقابل أن يصبح خيال مآتة أو أنه شخص لا يجيد تقدير حجم قوته، ولأنه إذا كان مغلول اليد كما يقولون يستطيع أن يهدم المعبد ويقدم استقالته ويفضح تلك الأيدى التى كانت تمنعه من العمل ومناصرة تلك الثورة.

أزمة الدكتور شرف يمكن تقسيمها إلى شطرين.. الأول يخص شباب الائتلافات الذين أصبحوا أكثر من الهم على القلب، وأكثر خواء وفراغا من تجويف مواسير الغاز التى توقفت بعد التفجيرات، حينما خيلوا للناس أن نزول عصام شرف إلى الميدان أمر كاف بتغييره أو تطهيره من السنوات الطويلة التى عاشها فى حضن النظام السابق وزيراً وقيادياً نصف بارز فى الحزب الوطنى، صكوك التطهير التى ظن الشباب أنهم يحملونها شكلت خطراً مضاعفاً على تلك الثورة بسبب تحويلها كثيرا من شباب الائتلافات إلى أنصاف آلهة تظن أنها تملك الحلول فإذا بهم يكتشفون أن جلوس عصام شرف على أكتافهم فى الميدان لم يكن من أجل الاحتفال بقدر ما كان تجسيداً لفكرة الركوب، التى اعتدناها مع النظام السابق.

أما الشطر الثانى من الأزمة فيخص الدكتور عصام شرف نفسه الذى تخيل أن نزوله إلى الميدان وإلقاء خطب وتصريحات بنفس صيغة هتافات التحرير وميادين الثورة أمر كاف لأن يخدر الناس عن المطالب والأحلام التى أقر بتحقيقها قبل أن يقوم بدراسة فرص وتوقيت تنفيذها على أرض الواقع، ولما شعر بصعوبة موقفه، اختار الملاوعة السياسية ومسارات اللف والدوران بديلاً للشفافية التى توقع الناس أنه من أنصارها.

طبعا لا داعى لأن أعيد على مسامعك ما قيل على مداى الأيام الماضية حول تشابه البيان الأول والثانى للدكتور شرف بعد جمعة 8 يوليو مع خطاب مبارك الأول والثانى بعد جمعة الغضب الأولى فى 28 يناير، ولا داعى لأن أخبرك بأن الإحباط من الدكتور شرف قد وصل إلى مداه وفاض داخل قلوب الناس، ولا داعى لأن أخبرك بما تعرفه أنت بالضرورة الآن من أن الدكتور شرف باق له بيان ويخرج بره، فقط دعنا ندعو ألا ندخل فى نفق التباديل والتوافيق مثلما يحدث مع الأجهزة الفنية للمنتخب المصرى أو نادى الزمالك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة