أكرم القصاص

إصبع الفنجرى.. وأصابع الآخرين

الخميس، 14 يوليو 2011 08:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بسبب غياب السياسة كادت الأمور تشتعل.. وبعد أن نعبر مشكلة إصبع اللواء الفنجرى أو لهجته الحادة. ونعبر إفيهات أصابع الآخرين، نبحث عن أصابع أخرى تدفع نحو التصادم. نكتشف أن بيان المجلس العسكرى، يتضمن عناصر تلبى مطالب الثورة وإن كانت جاءت متأخرة. وأن المعتصمين لم يطالبوا بإغلاق طرق ولا عدوان على المنشآت.

يحتاج المجلس العسكرى والحكومة إلى السياسة والاستشارة، ويحتاج قطاع من المعتصمين إلى نفس الأمر، وتجاوز الانفعال بما يقوم لتصادم يخسر منه الجميع.

سوء الفهم وراء توتر العلاقة بين الثورة والمجلس العسكرى. بيان المجلس بعد تجاوز الانفعالات يقدم خطوات إيجابية، منها فكرة وضع مبادئ حاكمة للدستور، واختيار الجمعية التأسيسية بما ينهى مخاوف أنصار «الدستور أولا» من انفراد تيار واحد بوضع الدستور بما يتعارض مع مدنية الدولة. وترضى أنصار الانتخابات والاستفتاء. من الإيجابيات إعلان مبدأ العلنية فى محاكمات المتهمين بالفساد أو قتل الشهداء، وهو أمر يخص المجلس الأعلى للقضاء، ولا يخص الحكومة أو المجلس العسكرى لكن يخصهم تعديل قانون السلطة القضائية بما يبعدها عن تدخل السلطة التنفيذية.

الاستجابات متأخرة لكنها تلبى مطالب ممثلى القوى السياسية. وفى الجانب الآخر فإن المعتصمين رفضوا قطع الطرقات أو الكبارى، ونفوا ما تردد عن محاولة منع الملاحة فى قناة السويس.
واضح أن سوء الفهم لدى كلا الطرفين يأتى من شائعات يطلقها.
طرف ثالث. وبعيدا عن ذلك أصبح اللواء أو أصابع الغاضبين على «الكيبورد». ضمن لعبة عض أصابع، ليست فى صالح الثورة ولا المجلس ولا البلد. لهجة البيان لم تكن مناسبة وكان المفروض أن تكون أكثر هدوءا، وألا تعتمد على شائعات. أما الغاضبون ممن سارعوا بسحب إعجابهم بالفنجرى، تعاملوا بعاطفية، تجاهلت أنه يمثل المجلس ولا يمثل نفسه، مثلما كان عند تحية الشهداء.

الدكتور ممدوح حمزة يشير إلى أصابع خفية تغذى الشائعات، مستشهداً بما صاحب أحداث البالون، والمطالبات مجهولة المصدر لإغلاق قناة السويس. وأبدى اعتراضه وكثير من المعتصمين على إغلاق مجمع التحرير أو الطرق والكبارى، أو اقتحام مجلس الوزراء. التيار الأوسع يحرص على سلمية الثورة. ولا يخلو الأمر من محبطين يصعدون بلا حسابات. أو مدفوعين لإفساد العلاقات بالشائعات عن اقتحام التحرير وموقعة جمل جديدة. ثوار السويس لم يتطرقوا إلى إغلاق الملاحة بالقناة، وهناك من أراد تضخيم الأمر ليوقع بين المجلس العسكرى والثورة. والشائعات تجد صدى لدى بعض الأطراف فى المجلس والمعتصمين.

بعيدا عن سوء الفهم فإن النتائج الإيجابية للتصعيد فى التحرير حرك حكومة شرف والمجلس للإسراع فى إجراءات التطهير وإعادة النظر فى الحكومة والمحافظين والموازنة. ويبقى أن تعمل الحكومة كحكومة، والمجلس يقوم بدوره السياسى. وأن نتجاوز مرحلة الأصابع. حتى يمكن أن نتقدم إلى الأمام خطوة لا نعود بعدها للصفر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة