أشياء مذهلة تكتشفها، وأنت تقرأ انفراد «اليوم السابع» بنص التحقيقات مع الرئيس السابق مبارك، والذى تم نشر حلقته الأولى أول أمس، وفى عدد أمس تقرأ حلقته الثانية والأخيرة لزميلنا الموهوب محمود سعد الدين.
التحقيقات التى تصدرت الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية نقلا عن «اليوم السابع»، لن تجد فيها سردا تاريخيا بالمعنى المباشر لفترة حكم مبارك، التى استمرت ثلاثين عاما، ولن تجد فيها قصصا مسلية تدور فى قصور الحكم، ولن تجد رجلا يدافع عن سياساته واختياره لمعاونيه، الذين ينفذون هذه السياسات، وإنما ستجده حاكما بأسلوب المصطبة، لا يعرف قيمة مصر وشعبها.
أعلن مبارك قبل ثورة 25 يناير بنحو ثلاثة أعوام، أنه سيبقى فى حكم مصر طالما لديه قلب ينبض، ورغم هذا الإصرار تصطدم بأن هذا القلب النابض يريد البقاء لمجرد البقاء، دون أدنى اهتمام منه لأنين شعبه من وجع الحاجة الاقتصادية وقسوتها، ورغبته فى ديمقراطية وحرية تليق به.
حين تقرأ نص التحقيقات ستكتشف أنه لا يتذكر الكثير، والشاهد قوله فى الإجابة عن أسئلة كثيرة بكلمة: «ما اعرفش» و«لا أتذكر»، وهو لا يقول ذلك من قبيل الإنكار فى التحقيقات، كما يلجأ المتهمون من أجل الحصول على البراءة، وإنما لأنه بالفعل «ما يعرفش»، إما لأنه بلغ من العمر أرذله، أو لأنه لا يعنيه أمور حكمه فيما يتعلق بمصالح الناس.
سأله المحقق عما إذا كان قد عقد اجتماعا مع المسؤولين أثناء الثورة، فقال إنه عقد اجتماعا مع وزيرى الداخلية اللواء حبيب العادلى، والدفاع المشير حسين طنطاوى، وأضاف: «مش متذكر مين تانى كان فى الاجتماع»، ولما سُئل عن موقعة الجمل، أجاب أنه شاهد جملا يجرى فى التحرير على شاشة التليفزيون، وفوجئ بعد ذلك بأن الناس أطلقت عليها «معركة الجمل»، وتدل هذه الإجابة على أننا أمام حاكم لم يكن يعى تماما، كيف تدار الأمور فى مثل هذه اللحظات العصيبة، التى يمر بها حكمه، وبلغت بلاهة الرجل كحاكم ذروتها، بتفسيره لسبب وقوع قتلى ومصابين: «الشعب بتاعنا كده.. والأمن كده».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة