ما أسرده خلال السطور التالية ليس هجوما لاختلاف سياسى، ولا اختلاقا من وحى خيالى ، بل أحداث واقعية 100% ، نشرتها على موقع "اليوم السابع" الزميلة نور على ، فقد أعلنت لجنة السلطة التشريعية بمؤتمر الوفاق القومى فى اجتماعها اليوم برئاسة المستشار أحمد الفضلى ، رفضها بالإجمال التشكيل الوزارى الجديد قبل أن يعلن عنه الدكتور عصام شرف، ووصف أعضاء اللجنة التشكيل الجديد "قبل إعلانه" بأنه يعتمد على أهل الثقة والمجاملات الموجهة لبعض القوى السياسية، واتهمت اللجنة السياسات الحالية لحكومة شرف بأنها صورة بالكربون من سياسات حكومة الحزب الوطنى السابقة.
ليس هذا فقط ، بل زادت اللجنة فاتهمت حكومة الدكتور شرف بإجهاض الثورة وطالبت بعمل مناظرة علنية معه لكشف الخطايا التى ترتكب فى حق الثورة، ولذلك ومن أجل هذا قررت اللجنة الموقرة إعداد وتشكيل (وطبعا أنتم تعرفون الفرق بين الإعداد والتشكيل) حكومة شعبية تضم بين وزرائها من هم أهل خبرة ومتخصصون ومعبرون عن مطالب الثورة.
أولا ، من هى لجنة السلطة التشريعية فى مؤتمر الوفاق القومى؟ وما هو مؤتمر الوفاق القومى أصلا؟ وماذا يفعل فى الحياة ، من عجائب الأقدار أن الدكتور شرف ونائبه السابق الدكتور الجمل ، قررا فى يوم من الأيام، أن يصرفا للمصريين مؤتمرين توأمين للكلام فى القاعات المكيفة بدلا من الخناقات والمظاهرات فى الميادين ، وأسميا الأول " الحوار الوطنى " بينما أطلقا على الثانى " الوفاق القومى " ، ولم يكلف أى منهما نفسه بأن يفسر لنا ما ضرورة كل مؤتمر من المؤتمرين وما اختلافه عن أخيه التوءم وماذا نفعل بما يخرجانه لنا أو علينا؟
وكما فى الحكايات القديمة أصبح لدينا توأمين أحدهما طيب وعاش طويلا والآخر شرير انقصف عمره مبكرا، فبعد عدة جلسات ومشاجرات وانقسام وطرد فلول واغتيالات معنوية على البطاقة والانتماء ، أغلق الحوار الوطنى أبوابه غير مأسوف عليه ، بينما استمر أخوه الوفاق منفردا بالاهتمام ، تتلقف وسائل الإعلام كل ما يصدر عنه من تصريحات وبيانات ، وأصبح رئيسه الدكتور الجمل هذا الطود الراسخ كما يحب أن يطلق على نفسه ، يباهى به الشعوب والأمم الأخرى ، حتى أوشكنا أن نصدق أن هذا الوفاق القومى عصى على التغيير مثل اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية تماما.
الغريب أن المدعو " الوفاق القومى " الأخ الذى كنا نحسبه طيبا طلع فرعونا ، ورغم أنه تشكل وانعقد بقرار من شرف وبرئاسة الجمل ، ورغم إعلانه عن ختام جلساته وأصدر توصياته ، إلا أنه استمر فى الانعقاد والتصريحات بقدرة قادر وكأنه خرج عن السيطرة مثل سيارة انقطع سلك فراملها على منزل الكوبرى ، وهكذا أنهى الجمل أعماله ، فأعلن المؤتمر العصيان واستمر منعقدا على المقاهى وفى المنازل ومقرات الأحزاب الكرتونية المتحدة ، وعندما لم يلتفت شرف لما يصدر عنه تحول إلى الأداء الاعتصامى واختار ميدانا ، ينطلق منه فى مهرجان " المزايدة للجميع" ،عن طريق الهجوم الصارخ على شرف وحكومته من خلال استخدام مفردات الثورة والتخوين والفلول إلخ ، حتى أصبحنا أمام هذه الحالة الكوميدية المحزنة لأناس يريدون الظهور بأى ثمن ، لكن الحق يقال ، الدكتور شرف يستاهل !
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة