كنت أتمنى على الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح لرئاسة الجمهورية وأحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين وابن المرحوم البرلمانى الشهير الشيخ صلاح أبوإسماعيل، ألا يتورط فى الهجوم خلال مؤتمره الجماهيرى بمدينة منيا القمح بالشرقية على ثورة يوليو وإنجازاتها الاجتماعية والاقتصادية، خاصة فى هذا التوقيت بالذات الذى يستعيد فيه الناس ما أحدثته ثورة يوليو فور قيامها من تغييرات هائلة وشاملة لا ينكرها أحد سوى الشيخ حازم وجماعته التى لم تتخلص حتى الآن من ثأرها التاريخى مع ثورة يوليو وزعيمها.
الشيخ حازم- أحد المرشحين الثلاثة لجماعة الإخوان لمنصب الرئاسة- وهو يخاطب الفلاحين فى منيا القمح هاجم بضراوة العدالة الاجتماعية والإصلاح الزراعى التى تمكنت ثورة يوليو من تحقيقهما واستفاد منهما الغالبية العظمى من الشعب المصرى، ووصفهما بـ«الخديعة الكبرى». الشيخ حازم أهان الشعب قبل أن يهاجم إنجازات الثورة ووصفه بالشعب الساذج الذى تهاون مع مكر الثعالب فى إشارة إلى ثوار يوليو، كما ذكرت الزميلة الشروق.
المنطق يقول إنه ليس من الحصافة والحكمة السياسية أن يخسر أى مرشح محتمل للرئاسة أى تيار سياسى فى الشارع أو أى جماعة منتمية لهذا التيار بالهجوم الفج على أهم إنجازات ثورة إنسانية عظيمة ينتمون إليها غيرت وجه الحياة فى مصر لصالح العمال والفلاحين ولصالح الفقراء.
ربما لم ينصح مستشارو الحملة الرئاسية شيخهم بأن يتجنب فى مؤتمراته الهجوم على الثورة، خاصة إذا كان يتحدث إلى الفلاحين والبسطاء أكثر من استفادوا من إنجازات يوليو، وأن يركز فى برنامجه الرئاسى على الإصلاح والتنمية، خاصة أن التيار الذى يعتمد عليه فى التصويت له يتنازع عليه آخرون غيره فهو ليس مرشح الإخوان الوحيد وعليه أن يكون أكثر وعيا وإدراكا لأمور السياسة مثل باقى مرشحى الجماعة.
حلمك يا شيخ حازم فعليك أن تتعامل بعقلية رجل السياسة وتنسى أنك داعية دينى فى برامج «فضفضة» أو «التبيان» فى قناة «الناس»، فهجومك على ثورة يوليو لن يقلل من قدرها وعظمتها، ولكنه سيأخذ من رصيدك كمرشح للرئاسة وفرصتك فى الفوز فى السباق إلى كرسى الحكم. وما قد يكون مقبولا فى قناة «الناس» قد لا ينفع فى المؤتمرات الجماهيرية والحملات الرئاسية فى مواجهة الناس.