أكرم القصاص

حكومة خائفة

الثلاثاء، 19 يوليو 2011 08:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحنا أمام تشكيل وزارى جديد ووزراء جدد فى أغلب الأماكن، لكن هل أصبحنا أمام حكومة جديدة؟. وهل نتوقع أن تستمر أسابيع وتنجح فى مهمتها، وتحظى بالثقة المتوقعة؟.

قبل أن يكتمل التشكيل كانت هناك أصوات تعلن الرفض للحكومة أو لبعض الوزراء بدعاوى علاقتهم مع النظام السابق. ولم يعرف أحد لماذا تم اختيار هذا الوزير ورفض ذاك. وبدأت بالفعل استعدادات للاعتصام والإضراب لمواجهة الوزير الجديد مثلما هو حادث فى الآثار. وحتى هؤلاء الذين شاركوا فى ترشيح وزراء أعلنوا غضبهم بعد استبعاد قوائمهم لصالح قوائم أخرى.

باستعراض آراء المحللين هنا وهناك سنجد من يخرج لوزير ما أوراقا تشير إلى أنه غير مؤهل أو ينتمى للنظام السابق. وعلينا الاعتراف بأن العديد من الأسماء التى ترشحت أو التى تم اختيارها، لم تكن بعيدة عن النظام السابق بطريقة أو بأخرى، سواء كانت لجنة السياسات أو الحزب الوطنى، أو حتى المؤسسات والهيئات التى كانت كلها تتبع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مبارك أو أسرته أو الحزب الوطنى المنحل.

وإذا حاول أى شخص أن يقدم برهانا على علاقة أى وزير أو مسؤول بالنظام السابق لن يحتاج إلى جهد، فقد كنا فى ظل نظام مغلق، تتصل عناصره فى شبكة متصلة. وفى محاولة لإبعاد الاختيارات عن النظام السابق، يضطر البعض لترشيح من يراه أكثر ولاءً حتى لو كان أقل كفاءة. لنقع فى نفس مشكلة النظام السابق ونعيش عقدته.

والحل هو تغيير طريقة الاختيار، وهو أمر ليس سهلاً، ويحتاج بالفعل إلى تغيير النظام وليس تغيير أسماء أو وجوه.

«البلد مليانة كفاءات».. مقولة نطلقها ونسمعها كثيراً، طوال سنوات ونقصد الخبراء والعلماء فى الجامعات ومراكز البحث ونعرف أن لدى كل منهم أفكارا ونظريات، لكن عند التطبيق العملى لهذه المقولة نجد من الصعب على من يقولون هذا أن يقدموا قائمة بحكومة متكاملة. والسبب أن عقدة النظام السابق تسيطر على الوضع، تقريب أهل الثقة حتى لو لم يكونوا من أهل الكفاءة. واعتبار الولاء للنظام وأجهزته هو الأساس.

ولهذا أصبحنا نرى كل وزير جديد يحاول أن يخفى كل دليل على علاقته بالنظام السابق، أو ينشر لنفسه صورا فى ميدان التحرير أو مع الدبابة. وهى محاولات لإثبات الولاء، والحصول على جواز مرور. إنه الخوف الذى يجعل الوزير ساعيا لإرضاء الغاضبين أو تقديم مسوغات الرضا، وهو أمر يجعل احتمالات تكرار الرفض قائمة.

الحكومة تبدأ عملها فى حالة من الخوف، من الماضى أو من الحاضر، نفس الخوف الذى أحاط الحكومة السابقة، وجعل الوزراء مترددين فى اتخاذ قرارات خوفاً من الخطأ. وحتى رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف يبدو حريصاً على إرضاء الطلبات بالوعود، وهو خوف يجعل من الصعب تحقيق تقدم. أو يضمن استمرار حكومة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة