كريم عبد السلام

مطلوب وزير

الثلاثاء، 19 يوليو 2011 06:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى هل نلوم الدكتور شرف على عدم الدقة فى اختيار بعض الوزراء فى حكومته الجديدة، أم نلتمس له العذر بحكم أن معظم العقلاء والشرفاء غير الانتحاريين لن يقبلوا عرضه بالمشاركة فى حكومة مؤقتة مستهدفة بالتشويه والتجريس، أم أن العيب فى المرحلة الحالية التى نشهد فيها من يعرف ومن لا يعرف، من يفهم ومن لا يفهم يرفع صوته بالاعتراض والرفض لتشكيل الحكومة، ليس هذا فقط بل يعلن ويسعى لفرض رأيه بالقوة.

لم يحظ التشكيل الوزارى الأخير بأى فرصة على الإطلاق، وبدأت الاعتراضات والاحتجاجات قبل الإعلان عنه، مع توالى التسريبات عن نائبى رئيس الوزراء على السلمى وحازم الببلاوى، وكأن المعارضة فى ذاتها أشرف من القبول، وبدا الأمر وكأنه سباق للمزايدة على شرف واختياراته، حتى على أولئك الذين كانوا مرشحين فى الميادين بحكم الارتياح النفسى وجمال الاسم واتساقه، أو بحكم إعلان الولاء للميدان والتصوير جنب الدبابات.

لابد من وقفة أمام ما جرى، رئيس الوزراء يطالب من كلفهم بأن يقسموا بالله على عدم الكشف عن تكليفهم خوفا من الهجمات المرتدة، وإفساد التشكيل قبل إعلانه، ونشطاء يبحثون عن مقالات وكتابات سابقة لمن وقع الاختيار عليهم، يمكن أن يشتم منها رائحة توافق مع نظام مبارك، وحالة من الهياج فى الوزارات والمصالح الحكومية، واجتماعات بين العاملين لاختيار الوزير الذين يريدونه، فى هذا المناخ الطارد وجد شرف نفسه عاجزا عن تشكيل الحكومة ولم يكن أمامه إلا الوعكة السياسية لالتقاط الأنفاس والتفكير فى طريقة لاستكمال مشواره الصعب فى المرحلة الانتقالية، وأظنه غير قادر على استكماله.

تذكرون النكتة التى كانت تصف شرف بأنه رئيس وزراء من ميدان التحرير على حكومة من مصطفى محمود، أنا أشعر فى هذه اللحظات الماسخة والرديئة، أننا جميعا نعيد إنتاج موقعة الجمل، كلنا ولا أستثنى أحداً إذا نظرنا إلى جوهر تصرفاتنا وأفعالنا نجد أنفسنا متلبسين بقذف الحجارة وإطلاق الرصاص على بعضنا البعض، حالة من الهياج والعنف نمارسه بعشوائية لا نعرف لأنفسنا هدفا ولا عدوا، كلنا أصبحنا أعداء وكلنا أصبحنا أصحاب حق مطلق، كلنا نريد فرض ما نراه صحيحا بالقوة، فماذا يعنى ذلك بالله عليكم؟

يعنى ذلك أننا نحقق مقولة الرئيس المخلوع عندما وصف العلاقة بين عنف الشرطة الغاشم والشعب فى مظاهرات ثورة يناير "الأمن بتاعتنا كده، والناس بتوعنا كده" أى أننا لا ُنساس إلا بالقهر والعنف والبطش والظلم، ويقينى أنها مقولة طاغية مغرضة عمياء، لكن دلونى على ما نحن عليه الآن؟ لماذا لا نقبل بالقانون وبالقواعد المرعية للدولة، رئيس الوزراء يحكم وفى مقدمة مهامه اختيار الوزراء فى حكومته، والشعب يراقب الأداء وله حق الاعتراض، أما إذا طالبنا نحن بتشكيل الحكومة، فماذا يفعل شرف؟ هل يقوم بالمراقبة والاعتراض والتقويم؟ هل نحولها إلى جماهيرية عظمى على غرار مغارة القذافى ويصبح شرف الأخ العقيد؟

ما نمر به الآن اختبار قاس لمدى تواؤمنا مع دولة المؤسسات المدنية، لكن المرعب أن النتيجة: لم ينجح أحد








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة