عملت مديرا لقصر السينما لمدة خمس سنوات ونصف فى تجربة هى الأولى لى فى التعامل مع الحكومة، وكان هذا من خلال تعاقد تم بينى وبين الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ٢٢يناير٢٠٠٦، وقد أحدث هذا جدلا كبيرا وقتها بالوسط الثقافى، حيث تساءل البعض عن قدراتى التى تؤهلنى لمثل هذا المنصب وهاجمنى البعض، ووصل الهجوم على الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة وقتها وطال أيضاً الهجوم الوزير الأسبق فاروق حسنى، لم يستمر هذا الوضع كثيرا فسرعان ما تغلبت على الجميع بعملى وأفكارى التى حلمت بها ونقلتها من خلال أنشطة القصر العديدة فى فترة زمنية وجيزة، جعلت الأقلام التى هاجمتنى هى نفسها تعتذر لى وتدافع عنى بل وتعمل معى، سواء بأنشطة القصر أو الدراسات السينمائية به أو بمجلة أبيض وأسود التى أسستها مع الدكتور أحمد نوار فى فبراير ٢٠٠٨ .
استمر العمل بالتعاون مع مجموعة الموظفين بالقصر ومجموعة النقاد والسينمائيين من خارجه طيلة الخمس دون أدنى مشاكل أو شكاوى إلى أن قامت ثورة ٢٥ يناير فى مطلع هذا العام، لتبدأ مرحلة جديدة لمصر أرادت ومازالت تريد التخلص من كل من عمل فى ظل النظام السابق!! مما أتاح الفرصة لقلة من الانتهازيين الذين يظنون أن الفرصة قد جاءتهم للظهور والنجاح، وأيضا الانتقام متقمصين دور الثوار ويا لها من كلمة أصبحت تتردد بيننا دون أدنى وعى!! وهؤلاء القلة من وجهة نظرى من مقتنصى الفرص وأصحاب المصالح الخاصة ومحبى الظهور والركوب على أكتاف أى نجاح، بدأ هؤلاء فى تنظيم التظاهرات الفئوية وإطلاق الشعارات والأكاذيب واتهامى بأننى من فلول النظام السابق، واتهامى بأشياء ظهرت فجأة منذ ستة أشهر فقط!! الشىء الذى جعلنى أحاول رفع الحرج عن قياداتى سواء بالهيئة أو بالوزارة، فقررت الذهاب لمقابلة الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة وتحدثت معه فى الاستقالة، وهو ما رفضه ودعانى للصبر لبضعة أيام والعودة لعملى لأفاجأ بطعنة دبرها سيادته مع وزير الثقافة لإرسال خطاب شكر لى على فترة عملى والمجهود الرائع الذى بذلته والإنجازات الملموسة، إلا أن الفترة الحالية تتطلب دماء جديدة وشابة!! ثم إن سيادة الوزير لا يريد أحدا من خارج الهيئة لإدارة القصر!! متناسيا أننى أعمل بالهيئة منذ خمس سنوات ونصف فى أول تعامل لى مع الحكومة بما يعنى أننى من أبناء الهيئة، وقد تناسى معاليه أن أوراق تعيينى قد أرسلت إلى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة منذ ما يزيد على أربعة أشهر مع مجموعة أخرى من العقود تزيد على الأربعة آلاف!! كيف يكون التعامل هكذا بالحكومة؟ وكيف يتعامل وزير ظل يعمل مع النظام السابق لمدة خمسة وعشرين سنة بهذا المنطلق؟! وكيف يأخذ قرارا مثل هذا لمجرد شكاوى قدمت له فأحالها للتحقيق والتفتيش اللذين لم يكملا عملهما فى التحقق من الوقائع والاتهامات المنسوبة إلى؟! وكيف يتعامل الوزير مع موظف لديه اشتكاه الثوار واصفينه بأنه فلول نظام وزوج ابنة فريد الديب الخائن الذى يدافع عن الرئيس السابق!! كيف يسمح معاليه أن يصفنى ثواره بأننى خائن لأن والدى محمد عبد المنعم المستشار الصحفى السابق للرئيس مبارك!! هل يحاسب الآن الموظفون فى الدولة على أقاربهم!؟ كيف تحول الوزير الذى كان يتعامل معى بأسلوب مختلف تماماً منذ ستة أشهر فقط؟! هل بهذا أصبح معاليه من المنصفين ومن ثوار يناير؟! هل نسى معاليه أن موظفيه هاجموه فى فبراير الماضى وقت أن كان أمين المجلس الأعلى للثقافة وقابلنى بوجه شاحب أمام مكتب وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور؟! هل يتصور معاليه أنه قفز من المركب وأنه من الثوار؟! إننى حزين للغاية ليس لفقدانى منصبى ولكننى حزين على حال البلد ومن يديرونها بمنطق أنا ومن بعدى الطوفان!! يا وزير افعل ما تشاء وكرم من تشاء وارضى عمن تشاء، واعلم أن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء، واعلم أنه لا يوجد من يستطيع أن يخدع الناس كل الوقت، وأخيرا الرجال مواقف يا صاحب المعالى وأنا لم أغير موقفى الذى أعلنته منذ البداية، ولم أزايد على أحد ولم أهاجم أحدا بعد أن فقد منصبه، ولم أستمع لكل من هب ودب ولم أستسلم ولم أظلم ولم أبع أحدا من العاملين معى تحت أى ضغط ما دام غير مدان، ولم ولن أطلق زوجتى لأن والدها يدافع عن الرئيس السابق مما قد يعيق مسيرتى العملية!! حتى لو خسرت كل شىء فأنا قد كسبت ما هو أهم من المناصب والكراسى.. أتريد أن تعرفه؟! إنه احترامى لنفسى واللى مايشوفش من الغربال يبقى أعمى..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة