سعيد الشحات

فى اختيار الوزراء

الأربعاء، 20 يوليو 2011 08:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اتصال هاتفى من إسبانيا حدثنى الدكتور محمود عمارة، الكاتب ورجل الأعمال فى مجال الزراعة، قائلا إنه تلقى اتصالا لترشيحه وزيرا للزراعة، على خلفية خبرته الكبيرة فى هذا المجال، وكشف الرجل أنه أبلغ من اتصل به شروط قبوله المهمة، وتتمثل فى ضرورة وضع تعريفات واضحة لمهمة الحكومة، والمدى الزمنى الذى ستعيشه لتنفيذ هذه المهام.

وقال عمارة إن عدم رغبته فى المنصب من باب الوجاهة والأبهة، بوجود الحراسة والسيارات المريحة، دفعه الى إبلاغ محدثه أنه والطاقم الذى سيختاره فى مهمته، سيبقى فى الوزارة ليل نهار، أى العمل ب«خطة حرب» فى تنفيذ مهمته، فى حال وضع تعريف لمهمة الحكومة التى تأتى فى هذا الظرف العصيب، والذى يقتضى العمل على قلب رجل واحد، خاصة أن العيون ستكون مفتوحة من الجميع على ما تفعله من إنجازات وإخفاقات، المهم أن هذه المحادثة مع عمارة انتهت الى اختيار رجل آخر لمنصب وزير الزراعة، الذى يشير إليه بعض المتخصصين فى مجاله بإيجابية.

وأذكر هذه القصة ربما تعطينا مدخلا صحيحا فى فهم كيفية اختيار طاقم الحكومة الجديدة، الذى قوبل بعضه بعواصف من الرفض والاحتجاجات كما حدث مع وزير الدولة لشؤون الآثار، وكذلك مع اسم وزير الخارجية الذى تم طرحه فى البداية، والمثير أن هذا الرفض جاء من «أهل البيت» بمعنى أنه جاء من الأثريين لوزير الآثار، ومن داخل الخارجية لوزير الخارجية، وهو ما يعنى أن دائرة الرفض لم تتوقف على الأطياف السياسية، سواء تلك الموجودة فى ميدان التحرير أو خارجه، وإنما انضم اليها أصحاب المصلحة المباشرة.

والسياق العام لما طرحه الدكتور محمود عمارة، يشير إلى تفسيرات مختلفة فى طريقة اختيار الوزارة الجديدة، تبدأ من احتمال استبعاد أصحاب وجهات النظر التى تريد التغيير الجذرى، بالإضافة إلى أن شرف ربما لم يستعن بتقارير وافية وصحيحة عن الأشخاص المرشحين، وأدى كل ذلك إلى النظر مسبقا بعين الشك إلى الحكومة الجديدة، وزاد منه أنه لا يوجد تكليف سياسى محدد نفهم منه ما هو مطلوب منها بالضبط، ورغم كل هذه الظروف نتمنى أن يبقى باب الأمل مفتوحا، حتى لا نضيف خيبة جديدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة