علا الشافعى

مسلسلات بريئة!

الأربعاء، 20 يوليو 2011 08:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن يحل شهر رمضان الكريم بأيام، والذى يعد موسم الدراما والبرامج الرمضانية، وتتنافس فيه الفضائيات على جذب أكبر عدد من المشاهدين، نشرت بعض وسائل الإعلام المكتوبة أهم ما ورد فى التقرير السنوى لدار الإفتاء والخاص بأحكام رمضان، والذى وصفته الصحف بأنه لم يختلف كثيراً عن سابقه، وهو تقرير سنوى تنشره بعض الصحف على استحياء رغم ما به من مفارقات وتفاصيل ملفتة للنظر وتوجب إحكام العقل.

وبغض النظر عما ذكره التقرير من إجازته الصوم لغير المحجبات، حيث ذكر «أن أمرها إلى الله خصوصاً أن صومها لا يبرر تركها الزى الشرعى، وتلك مسألة فقهية ليس لى دخل بها، وهناك من أجدر عن الحديث فيها، إضافة إلى الكثير من التفاصيل الأخرى المتعلقة بالصوم والصيام وأحكامه، ووضع نقط الأنف وقطرة العين، والتى يبدو أنها أمور ما زلنا نقف عندها، وهو ما يذكرنى بفتاوى من نوعية إرضاع الكبير وغيرها، ولكن لفت نظرى ما ذكره التقرير عن الدراما الرمضانية، حيث أوصى التقرير الشباب بالابتعاد عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات.. موضحاً أنه لا بأس من مشاهدة «الأعمال البريئة» وهى الجملة أو التوصيف الذى توقفت عنده، حيث لم يوضح التقرير الصحفى المنشور بجريدة التحرير ما هو المقصود بالأعمال البريئة، وهل بالتبعية يوجد فنان برىء وآخر غير برىء، خاصة أن هذا التصنيف جديد علىّ تماماً كمتابعة للفن والفنون، ولا أعرف ما هو شكل المسلسل البرىء وملامح غير البرىء، فكل الذى أفهمه أن هذا العمل فنى أو غير فنى يحترم العقل والمشاعر أو أنه عمل يهين العقل ويتعامل باستخفاف مع المشاهد.

أما فكرة التقسيمات والمصطلحات فنحن ضدها تماماً، وتذكرنى بالمصطلح سيئ السمعة، والذى أطلقه البعض على السينما، وهو مصطلح السينما النظيفة والذى ظهر فى منتصف التسعينيات، وكان ينطلق من أفكار وهابية خالصة، وروج له معظم منتجى السينما المصرية، والذين كانوا ينتجون أعمالهم برؤوس أموال خليجية، كان هدفها بالأساس تدجين الفن المصرى وجعله معبراً ومترجماً لأفكار بعينها، وهو المصطلح الذى انقرض بعد ذلك، وتبرأ منه المروجون له، وقاموا بإنتاج أفلام تعبر عنه فقط.

ولكن يبدو أن دار الإفتاء المصرية قررت تغيير مسمى النظيف إلى البرىء، متناسية أن دورها أعظم وأهم من مجرد فتاوى تصدر فى تقرير سنوى، لتحث المشاهد بمنطق الوصاية، والذى ولى عليه الزمن بأن يشاهد أو لا يشاهد؟
وأرجو من دار الإفتاء إصدار ملحق توضيحى بماهية المسلسلات والفنانين شديد البراءة، الذين يجب أن نراهم فى رمضان، بدلاً من أن نقع فى المحظور ونشاهد أعمالاً مش بريئة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة