لم أعرف من قبل ولم يعرف غيرى من ملايين المصريين اسم الدكتور حسن عباس حلمى رجل الصناعة، لكننا عرفناه الآن من أعظم ما يفعله إنسان، وهو العطاء بلا حدود.
تبرع بربع مليار جنيه لمدينة زويل العلمية يوم الاثنين الماضى، فلم يدخل الرجل بهذه الخطوة قلوب المصريين فقط، وإنما دخل قلب مستقبل مصر، بوصفه الرجل الذى ضرب نموذجا ملهما فى العطاء، ونموذجا أكثر إلهاما فى كيفية تزاوج الثروة بالثورة، هذا التزاوج الذى لو شق طريقه نحو مشروعات ملهمة مثل مشروع زويل العلمى لانتقلت مصر فى سنوات قليلة إلى مصاف الدول المتقدمة.
لم يكن رجل الصناعة الدكتور حسن عباس حلمى الذى يعمل فى مجال الدواء بمحافظة الإسكندرية ضيفا على وسائل الإعلام فى السنوات السابقة التى زاحم فيها رجال الأعمال نجوم السينما، وكانوا يتخذون منها وسيلة لترويج أفكارهم المشوهة، لحماية ملياراتهم التى انتفخت بها بطونهم، ورغم حساباتهم الرهيبة فى البنوك، فإنهم لم يلتفتوا إلى أن البلد الذى يمنحهم فرصة الكسب والثراء يستحق منهم الكثير من ثرواتهم.
التفت هؤلاء فقط إلى زواج ثروتهم بالسلطة، فدفعوا لها الرشاوى حتى تغمض عين الرقابة عنهم، ولما قامت ثورة 25 يناير اكتشفنا كم من مليارات نهبوها، وكم من وعود تحدثوا عنها فى الإعلام، وعلى الفور نسوها.
الدكتور حسن عباس حلمى هو من سلالة رجال الصناعة وصفهم الدكتور أحمد زويل بقوله: «هم من يزرعون الأرض عملا وعطاء»، وكان هذا المعنى البليغ ماثلا فى وجدان الرجل، وهو يقرر التبرع بهذا المبلغ الضخم، الذى يذكرنا بتبرع الأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل بمساحة شاسعة من أرضها لبناء جامعة القاهرة، التى كان اسمها جامعة فؤاد الأول.
فى معنى تبرع الدكتور حسن عباس حلمى بربع مليار جنيه فى هذا التوقيت الكثير مما يقال، فالمؤكد أنه يعى أن مصر الجديدة التى تولد بفضل ثورة 25 يناير، لن تقوم إلا بمبادرات جادة وشجاعة، وأن الثقة موفورة فى مسار تبرعه الذى يذهب إلى مشروع رائع هو مشروع زويل العلمى، فمن يسير على نهج هذا الرجل العظيم حتى تثق الأجيال الجديدة فى غدها؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة