فاطمة خير

فى حاجة إلى وطن

الخميس، 21 يوليو 2011 08:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يجرى فى ميدان التحرير؟

من ضمن ما يجرى، عملية أصيلة وصادقة واجتهاد بلا توقف، لأجل البحث عن «مصر»، مصر. بمعنى الوطن، وطن ليس كمثله شىء، على امتداد التاريخ حقاً استوعب كل من حل عليه، فكيف به يضيق بنا نحن أبناءه. كل «الكرنفالات» الفنية من غناء وتمثيل وشعر...إلخ، التى تقام ببساطة عبقرية جنباً إلى جنب مع كل الأحداث الشداد التى تجرى فى هذا الميدان منذ ستة أشهر، هى فى الحقيقة بحث عن «عمق» الشخصية المصرية بعبقريتها التى منحتها لها خصوصية مصر نفسها، الخصوصية العبقرية فى حد ذاتها، التى أعيت من أرادوها بسوء وعجز عن فهم أسبابها.. الراغبون. القابعون هناك يبحثون عما لا يعرفونه، هم يدركون جيداً ما يرفضونه، إلا أن البحث عما يريدونه حقيقةً هو أصعب بكثير، لذا قد لا يبدو غريباً أن يكون لدينا إعلام مشوش، هو انعكاس لكل ما هو كائن بالفعل، انعكاس لارتباكاتنا وخوفنا من المجهول.. ومن فشلٍ جديد.

ينامون فى الميدان حين يغلبهم النعاس، على أمل أن «يصبحوا على وطن»، وما بين الحلم فى المساء، والاشتباك مع الواقع فى نور الصباح، يضيع وقت ومجهود وربما قدرة على الفعل تختزل فى صراخ يذهب إلى من لا يسمع، والحال نفسها مع إعلام تليفزيونى يستهلك نفسه فى المساء خشية أن يضيع منه أى مما يجرى فى صباحٍ فائت، دون أى إدراك، إلى أن ذلك يعنى ببساطة أنه لا طاقة باقية لأجل خلق جديد فى الصباح!.

أن تصنع شيئاً، فإن ذلك يحتاج إلى قرار، وأن تصنع إعلاماً، فإن ذلك يعنى أنك تحتاج إلى ما هو أكثر.. إلى قرار، وإرادة، ورؤية.. وأقسم بالله.. أننا كإعلاميين أمام فرصة تاريخية، للعب دور حقيقى فى إعادة خلق هذا الوطن، لا مجرد الحياة كردود أفعال، يفترض أننا نمتلك الوعى وخبراتنا، ونمتلك الحلم فما من إعلامى بلا حلم، ونمتلك الرؤية والقرار فبدونهما ما كنا لنستمر فى مهنةٍ كهذه، كل ما نحتاجه الآن هو الإرادة لنكون فاعلين.
نحن مثل القابعين فى «التحرير»
هؤلاء.. هم فى حاجةٍ إلى وطن.
ونحن أيضاً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة