محمد الدسوقى رشدى

«أجندة» المجلس العسكرى!

الجمعة، 22 يوليو 2011 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا اختلاف.. ولا أعرف إن كان فى الأمر تهيؤات أم «عشرة» -بكسر العين- فرضت علىّ أن أشاهد أرواح فتحى سرور ومفيد شهاب وعلى الدين هلال وهى تتجسد بتبريراتهم وحججهم وقوانينهم ذات الروائح غير الطيبة فى كلام اللواء ممدوح شاهين وهو يتلو نصوص القانون الجديد لمجلسى الشعب والشورى.

روائح غير طيبة بلا شك تنبعث من نصوص القانون ومن طريقة أداء اللواء شاهين وهو يتلو نصوصه، وأداء المجلس العسكرى وهو يتراجع دون خطة ودون تبرير مقنع عن إقامة الانتخابات فى موعدها. لا تقل لى إن اللواء شاهين برر تأجيل الانتخابات بثلاثة أسباب، لأن كل سبب منها يكفى لأن يستزرع آلافا من فدادين الشك داخل صدرك نحو ما يحدث فى البلد ومايخطط له المجلس، وتعال ننظر للأسباب وستعرف لماذا؟

السبب الأول الذى استخدمه اللواء شاهين لتبرير تأجيل الانتخابات لموعد غير معلوم، هو منح الأحزاب فرصة البحث عن قاعدة جماهيرية، وهى الحجة التى رفعتها الأحزاب والحركات السياسية شعارا على مدار الشهور الماضية وقابلها المجلس بودن من دين وأخرى من عجين، أما السبب الثانى فكان المناسبات الدينية وتحديدا الحج وعيد الأضحى، وهو سبب يدفعك للتساؤل: ألم يكن فى المجلس العسكرى نتيجة حائط أو أجندة تخبرهم بأن الحج والعيد يتزامنان مع التوقيت الذى اختاروه هم بأنفسهم موعدا للانتخابات؟ أم أن لديهم أجندة ونتيجة معلقة على الحائط، ولكنها إما وارد رصيف العتبة وبالتالى «مضروبة» أو أنهم يفتقدون النظام الذى لا يجعلهم يسقطون فى هذا الفخ المهين؟!.. نعم مهين.. والإهانة هنا تكتمل حينما تعرف أن السبب الثالث للتأجيل يتعلق بأن السادة فى المجلس العسكرى كانوا لايعرفون أن فى مصر حركة قضائية ستتم فى أول أكتوبر، ومع ذلك ضربوا للانتخابات موعدا فى سبتمبر.. هل تتخيل ذلك!!

لا تضرب كفا على كف وتخبرنى بأنك تنظر فى النتيجة قبل تحديد موعد فرحك حتى لا يفاجئك طارئ ما، وأن اتحاد الكرة يدرس النتيجة والأيام والشهور جيدا قبل اختيار موعد مباراة الأهلى والزمالك حتى لا تصطدم بمناسبات مهمة، وجاوبنى أولا: هل تتخيل أن الإدارة المسؤولة عن تسيير شؤون البلاد حددت موعد الانتخابات بشكل عفوى وعبثى دون أى دراسة أو حتى نظرة فى جدول مواعيد الوطن مع المناسبات المهمة؟.

جاوبنى، هل يمكن أن تثق فى إدارة تتراجع عن قرار طالما أكدت إصرارها على تنفيذه وجعلت منه تحديا، على أساس أن جدولا زمنيا للمرحلة الانتقالية قد تم وضعه ولابد من الالتزام به، هل يمكن أن تثق فى إدارة لا تجيد التخطيط ولا تنظر فى نتيجة الحائط قبل أن تضرب موعدها القادم مع الناس؟

لا تعتبره أمرا هينا ياعزيزى لأن استكمال قراءة بقية نصوص قانون مجلسى الشعب والشورى كافية لأن تزرعك فى القلق وتلقيك على ظهرك من شدة الخوف، ولكن ستبقى القوانين مجرد قوانين، بينما الأسباب الثلاثة التى أعلنها المجلس لتأجيل الانتخابات كارثة لأنها تعبر عن منهج تفكير مصاب بفيروس ما، يعبر بدوره عن فشل وإهمال وفقدان القدرة على التخطيط والتعامل مع الزمن، أو قد تعبر عما هو أبشع.. خطة أخرى للاستيلاء على هذا الوطن بالرهان على صبرنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة