أكرم القصاص

انتخابات عنق الزجاجة

الجمعة، 22 يوليو 2011 08:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو عنق الزجاجة والامتحان الأول للقوى السياسية الذى سوف تحدد نتيجته شكل المستقبل فى مصر على كل الأصعدة.

الانتخابات البرلمانية القادمة، لمجلسى الشعب والشورى، إما أن تمر مصر إلى المستقبل بسلام، أو تتجه نحو مزيد من التفكك والتشرذم. قانون مجلسى الشعب والشورى الجديد الذى أعلنه المجلس العسكرى فيه الكثير من النقاط المثيرة، والتى تمثل مأزقا للجميع.. للمجلس العسكرى، والأحزاب، والمستقبل. لأول مرة انتخابات الشعب والشورى فى وقت واحد، ولأول مرة خلطة بين الفردى والقائمة، مع استمرار نسبة العمال والفلاحين، ولايزال تقسيم الدوائر غامضا. احتمالات العنف واردة، ومعها احتمالات التلاعب فى الإرادة بيعا وشراء للأصوات.

هناك معضلة كبرى اسمها نسبة الـ50 % عمال وفلاحين، لايوجد تعريف واضح للعامل والفلاح . وهو ما يجعل نصف البرلمان بلا هوية، النسبة كانت مسمار جحا للمتلاعبين. فى آخر برلمانات مبارك، كان ممثلو العمال والفلاحين لواءات، ورؤساء تحرير، ووزراء احتلوا المقاعد، استنادا لتعريفات فضفاضة تفتح باب إبليس الانتخابى. وتجعل نسبة العمال والفلاحين ممراً لإهدار حقوق تمثيل الفئات الأضعف فى المجتمع، مثلما جرى فى برلمانات مبارك التى أصدرت قوانين ضد مصالح العمال والفلاحين ودعمت الاحتكار السياسى والاقتصادى.

ويرتبط بهذا قضية حماية إرادة الناخبين من البيع والشراء، وهى ظاهرة سادت فى الانتخابات الأخيرة، ولا يوجد ما يمنعها، ويجعل الفوز للأكثر ثراء.

معضلة أخرى.. أنه لا توجد تيارات سياسية واضحة لكنّ هناك أشخاصا وأفرادا، الأمر الذى يجعل القوائم معطلة، وهذه هى النقطة التى دفعت الكثيرين من السياسيين، لإعلان رفضهم للكثير من مواد القانون، وتوقيت الانتخابات، تحسباً أوخوفاً من نجاح المحترفين من فلول الوطنى، ومعهم بالطبع التيارات الجاهزة والمستعدة وعلى رأسها الإخوان، وربما السلفيون، وهى مخاوف بعضها مقبول، وبعضها الآخر لايعترف بعدم الاستعداد، وهذا سببه ليس قوة الإخوان بقدر ماهو ضعف التيارات، التى تنشغل بالجدل النظرى، دون أن تنتقل للمربع الثانى، وتحاول دراسة الشارع السياسى الذى هو انعكاس للشارع بكل تناقضاته، وفوضاه، ومطالبه، وفقرائه وأغنيائه..

حتى لو بدأت هذه الأحزاب من الآن، عليها أن تعتبر الانتخابات مجرد فرصة للتدريب، واختبار النظريات السياسية. وإعادة النظر فى مصطلح الأغلبية الصامتة الذى شاع بشكل كبير، وهو يفتقر إلى أى نوع من التأصيل، لأنه يصور الأغلبية صامتة، ومفعولا بها فى مواجهة أقلية تمتلك الوعى، وهو تقسيم متعسف يميز بين المواطنين، وهناك أيضا دور المسيحيين فى الانتخابات، وما إذا كانوا سيغادرون السلبية الإجبارية لينضموا إلى سباقات الانتخابات. هذه بعض القضايا التى تمثل معضلة أمام كل من يريد النزول للعمل السياسى بعيداً عن المؤتمرات والندوات. الشارع له قوانينه والرأى العام له قواعده التى تحتاج لإعادة قراءة. لكل هذا نحن فى عنق زجاجة، يحدد شكل المستقبل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة