يبدو أن الأمور، لن تهدأ فيما يتعلق بعرض المسلسل الأردنى الحسن والحسين ومعاوية على بعض القنوات الفضائية، فى شهر رمضان المقبل، حيث أكد عدد من المشايخ فى الأزهر الشريف رفضهم التام عرض المسلسل، مشددين على أنهم لن يصمتوا، بل سيصعدوا الأمر إلى أعلى المستويات، خصوصا أنهم كانوا يرفضون العمل منذ حوالى عام عندما عرضه عليهم وزير الإعلام السابق أنس الفقى، وهى المعلومة التى لا أعرف مدى مصداقيتها، لأن المسلسل الذى تم الانتهاء من تصويره فى العام الماضى كان قد تقرر فى آخر لحظة تأجيل عرضه، حسبما قال وقتها بطل العمل، الفنان الأردنى محمد المجالى، حيث كانت هناك رغبة قوية فى أن يشاهد العمل بعيدا عن الزحام الرمضانى، والمفارقة أن التليفزيون المصرى قرر هذا العام الرضوخ لرغبة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، وقرر المسؤولون فيه عدم عرض المسلسل، فى حين أن العديد من القنوات الفضائية المصرية والعربية، سيعرض المسلسل ليس من باب التحدى لقرار الأزهر، بل لأن المسلسل جاءهم مشفوعا بملف دينى كبير يحتوى على موافقات لرموز الفتوى الإسلامية من مشايخ السنة والشيعة وأقر فيه المشايخ الكبار موافقتهم على المسلسل وتجسيد الحسن والحسين رضى الله عنهما، وفق ضوابط محددة تأكد هؤلاء الأئمة من تطبيقها بعد قراءة المسلسل ومتابعة تصويره، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوى والشيخ طارق سويدان، لذلك وبالنسبة لى أنا والعديد من المشاهدين والذين تملكهم الرغبة والفضول فى مشاهدة عمل بهذا القدر من الأهمية، فهو عمل يرصد ويفتش، فى مرحلة تاريخية شديدة الخطورة والأهمية فى التاريخ الإسلامى، بتنا لا نعرف إذا كان أمر منع تجسيد شخصيات الصحابة وآل البيت هو قرار يختلف عليه بين الأئمة، أم أنه قاعدة دينية، وهناك نص صريح بها، ولكن يبدو لى ومن خلال موافقات العديد من الأئمة أن الأمر يحتمل الاختلاف والتأويل وإذا كان الحال هكذا فلماذا لا يعيد مشايخ الأزهر وأئمته النظر فى هذا الأمر مراعين التطورات التى تشهدها المجتمعات العربية والإسلامية التى تعيش فى عصر الصورة، فالأجيال الجديدة التى تحتاج إلى قدوة حقيقية وإلى ضرورة معرفة تاريخها لا تعرف حاليا سوى لغة الصورة، وهى الأقرب والأكثر تأثيرا فيهم، وأعتقد أن الكثيرين منهم لن يرجعوا إلى المكتبات والكتب لقراءة ومعرفة الأحداث الجسيمة والتى شهدتها تلك المرحلة، والتى يطلعون عليها مبتورة فى كتب التاريخ المرسية، وهى الفترة التى حكم فيها يزيد بن معاوية ثلاث سنين، وخلال هذه المدّة ارتكب الكثير من الجرائم، ففى السنة الأُولى قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه فى كربلاء، أعتقد أن من حقنا على الأزهر الشريف أن يفتح زاوية الرؤية قليلا، لنعرف تاريخنا وقدر العديد من الشخصيات الإسلامية، بعيدا عن نظرية كيف لممثل لا همّ له، سوى جنى الأموال، وقد يقدم أعمالا سيئة بعد ذلك، فالمشاهد بات أكثر وعيا من ذلك بكثير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة