سأقولها وأمرى لله.. تعرضت ثورة 25 يناير لأبشع أنواع الاغتصاب والخيانة، وهى الآن فى حالة إعياء شديد بعد تناوب الاعتداء عليها، وهى فى حاجة إلى وحدة عناية مركزة للعلاج، وقسم شرطة لتقديم بلاغ ضد من انتهكوها، ولكن أهل الثورة ممتنعون عن الاعتراف، إما خجلا من اكتشاف حقيقة عدم قدرتهم على حماية ثورتهم، أو خشية من افتضاح أمر انشغالهم بحصد المكاسب.
والمغتصبون أنت تعرفهم بالاسم، قائمتهم طويلة تبدأ بالذين نظروا إلى دعوة التظاهر فى 25 يناير بتفاهة، وتمر بالذين اخترعوا لعبة المنصات فى ميدان التحرير، وتنتهى عند المتحولين الذين جعلوا من مبارك شيطانا رجيما صباح 12 فبراير بعد أن كان والدهم الحنون قبل ذلك بـ24 ساعة، وأشهرهم أولئك الذين احترفوا الظهور على شاشات الفضائيات واستباق كل إجابة عن سؤال المذيع بتعبير «إحنا كثوار».
المغتصبون هم الذين يتغنون ويغتسلون بدماء الشهداء دون أن يعترفوا بأن الحركات السياسية جمعاء بأحزابها وتجمعاتها وتكتلاتها لم تملك اسما واحدا تابعا لها فى قوائم الشهداء والمصابين، ويخجلون من عرض صور الشهداء والمصابين لأنها تكشف أن ثمن خلع مبارك وإشعال هذه الثورة دفعه الغلابة والمطحونون، وأبناء المناطق الشعبية، التى طالما اتهمهم أهل النخبة ببيع أصواتهم الانتخابية لمن يدفع أكثر، والتحرش والبلطجة والسلبية.
راجع صور المصابين المنشورة فى كل شبر من أرض الإنترنت، وركز كثيرا مع الملامح الساكنة فى الصور ومع الملامح الساكنة فى وجوه أهاليهم ومع عناوين السكن الموجودة فى القوائم، وستكتشف أن 90 % من قوائم الشهداء والمصابين موطنهم الأصلى حوارى وشوارع مصر الشعبية، وارجع إلى شهود العيان المحترمين ليخبروك بأنه لولا أبناء إمبابة وفيصل ومصر القديمة وقهرهم لقوات الأمن لما نجح ثائر واحد من الذين يطنطنون باسم الثورة على شاشات التليفزيون فى الوصول إلى ميدان التحرير.
المغتصبون هم نقطة ضعف هذه الثورة لأنهم تصدروا المشهد دون أن يمتلكوا القدرة على حمايتها، كما فعل الأبطال الحقيقيون فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير، المغتصبون هم نقطة ضعف هذه الثورة لأن أغلبهم جعل من الخيانة والبحث عن المكاسب الشخصية وجهة نظر، لأنهم جعلوا من الثورة «منجلا» يحصدون به مكاسب شخصية ما بين برنامج تليفزيونى هنا، ووظيفة فى منظمة هناك، بينما الذين استقبلوا طلقات الرصاص الحى والخرطوش بصدورهم، وأنقذوا جموع المثقفين من غازات القنابل الكثيفة بأيديهم لم تطلهم رياح المكاسب بعد، هل تتخيل مثلا أن أهالى الشهداء لم يحصلوا على حقوقهم بعد، بينما يغرف كل من اخترع ائتلافا فى ساعة عصارى من بحر مكاسب الثورة، ومن نفس البحر يأكل كل من ارتضى خيانة ضميره، وتلون وتحول مثل سيد على وبكرى وعكاشة ونصف مذيعين وكتاب مصر.
سأقولها مرة أخرى وأمرى لله.. الإعلام ولاشك ومن بعده رموز المعارضة هم خونة تلك الثورة، خيانة مثبوتة بمقاطع الفيديو وحبر المطابع، خيانة تنتمى لذلك النوع الراقص على الحبال، تبدأ بنفاق المتظاهرين وإخفاء عيوبهم، وتمر بموالسة المجلس العسكرى، وبرفض من عرضت عليهم الوزارة فى وقت الحاجة، ورفضوا خوفا من «الحرق»، وتنتهى بنميمة الجلسات الخاصة، التى يترحمون فيها على عصر الرئيس الذى مضى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة