عجيب أمر اتحاد عمال مصر، فهو يصر على أنه موجود ويعيش على قيد الحياة، رغم أنه شبع موتا فى عهد النظام السابق، وأمامه الآن فرصة ذهبية للعودة، لكنه يصر على البقاء ميتا، والدليل معركته مع وزير القوى العاملة المحترم الدكتور أحمد البرعى.
فعلى طريقة حشد الرؤوس قامت قيادات الاتحاد بإرسال إشارات عاجلة الى أعضاء اللجان النقابية للتجمع اليوم الثلاثاء أمام وزارة القوى العاملة للاعتصام لحين استجابة المجلس العسكرى لمطالبهم بإقالة البرعى، وأجمل ما فى هذه القصة إعلان الوزير ترحيبه بالمعتصمين قائلا: «أهلا وسهلا بهم».
والمثير فى هذا الأمر أنه بدلا من تقديم قيادات اتحاد العمال لاستقالتهم، بعد سنوات جلسوا فيها على كراسيهم، وتقلبوا من حال إلى حال.
فبينما كانت سياسة الخصخصة تدهس ملايين العمال، مرة ببيع المصانع التى كد العمال فيها، ومرة بالمعاش المبكر الذى أحال ملايين الكفاءات إلى الشارع مقابل حفنة من الجنيهات، رغم خبرتهم الكبيرة التى تكونت أيام كانت مصر تفتخر بمصانعها وعمالها، كانت هذه السياسة المدمرة تمر، وقيادات اتحاد عمال مصر يصفقون ويهللون للخصخصة، ولكل سياسات الرئيس السابق حسنى مبارك، وليس بعيدا عن الذاكرة كل كلمات النفاق والرياء التى كان يتحدث بها سيد راشد رئيس الاتحاد السابق، أمام مبارك، ولم يمل من تكرار القول بأن عمال مصر تمام التمام فى الرضا بسياسات مبارك ونظامه، ثم يتم اختتام هذه الأسطوانة بمطلب: «المنحة يا ريس».
هكذا كان الوضع كل عام، حتى جاءت ثورة 25 يناير، وكان من ضمن فصولها موقعة الجمل حيث تم القبض على رئيس الاتحاد حسين مجاور ليواجه اتهاما بالمشاركة فيها، فيما يعنى أننا بدلا من أن نجد قيادات الاتحاد على قلب رجل واحد فى مساندة الثورة والمشاركة فيها، وجدنا فيه أطيافا من الثورة المضادة، فهل يصدقهم بعد ذلك أحد فى معركتهم «المريبة» ضد البرعى؟ خاصة بعد أن قدم الرجل إنجازات محترمة فى فترة قليلة، أبرزها حسم قضية الحوالات الصفراء، وإطلاق الحريات النقابية فى مصر، ووقفه للإعانة التى كانت وزارة القوى العاملة تقدمها للاتحاد، وكانت قياداته تستغلها فى السفريات التى يقومون بها، فمن يستحق الإقالة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة