تساؤلات كثيرة لدى الرأى العام حول الأداء السياسى والإعلامى للمجلس العسكرى فى الفترة القليلة الماضية وأبرزها لغة الخطاب «العصبى والحاد» لبعض أعضاء المجلس أو المحسوبين على المؤسسة العسكرية من المستشارين والخبراء.
خفايا هذه العصبية مازالت حتى اللحظة غير معلومة والمعلومات غير معروفة. وحتى الآن لا نريد الاجتهاد والدخول فى تفسيرات حول أسباب تغير لغة الخطاب الموجهة من المجلس إلى الرأى العام بعد أن كانت تتسم بالهدوء مع ظهور بعض أعضاء المجلس ذوى الخبرة فى التعامل مع وسائل الإعلام مثل اللواء مختار الملا، واللواء ممدوح شاهين، واللواء محمد العصار، حتى فوجئنا بالعصبية الواضحة فى لغة الخطاب فى البيانات الأخيرة والمداخلات الإعلامية. العصبية كانت واضحة فى البيان الأخير للواء محسن الفنجرى والذى تلاه بلهجة حادة فسرها البعض بأنها لغة حسم مطلوبة فى توقيت بالغ الخطورة على خلفية التهديد بغلق قناة السويس ومترو الأنفاق وتعطيل المنشآت العامة.
لكن البيان الذى تلا ذلك كان تحولا لافتا ودليلا على التغير من الأداء الهادئ الواثق إلى العصبية الحادة دون تقديم أسباب أو معلومات عن سر هذا التغيير واستخدام لغة التخوين والعمالة ضد حركة 6 أبريل ومن بعدها حركة كفاية، وصولا إلى المداخلة الحادة من اللواء عبدالمنعم كاطو المستشار بإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة صباح أول أمس مع الإعلامية دينا عبدالرحمن مقدمة برنامج صباح دريم، واتهام اللواء حسن الروينى لحركة كفاية بأنها «غير مصرية».
العصبية الذى يبدو عليها المجلس العسكرى أو بعض أعضائه غير مطلوبة، والدخول فى مواجهات مباشرة مع الحركات السياسية ومع بعض الإعلاميين يزيد الوضع تعقيدا وتشعل أزمة نتمنى أن تكون غير مقصودة. فالأوضاع مشتعلة ولا تحتاج مزيدا من صب الزيت بنرفزة أو عصبية من المجلس الذى يدير أمور البلاد فى مرحلة بالغة الخطورة أصبحت غير واضحة المعالم الآن. وعندما نعتب على المجلس فإننا ننتقد الأداء السياسى له بمعزل عن المؤسسة العسكرية الذى نقدرها ونحترمها وهناك فارق كبير.
التراجع والاعتذار عن لغة الخطاب الحادة واتهامات التخوين والعمالة والعودة، إلى الهدوء والحوار فضيلة من المؤكد أنها ستحسب لصالح المجلس العسكرى الذى أعلن من البداية أنه يقف فى نفس خندق الثورة وأهدافها ومطالبها المشروعة وحسم انحيازه بدعمها وحمايتها. ولا نريد أن يحدث الانقسام والفرقة والفتنة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة