قبل أن تقرأ
هذه سطور مكتوبة منذ سنوات، أعيد نشرها عليك الآن، بالعند فى اللواء كاطو، واللواء الروينى، وباقى السادة لواءات المجلس العسكرى، وأى جنرال فى مصر خرج من الكهف فجأة، فأعمته أنوار الدنيا فلم يستطع أن يفرق بين الخبيث والطيب.. هذه السطور عن نجلاء بدير التى وصفها اللواء كاطو بالمخربة، دون أن يعرف أو يفهم أننا لو وزعنا إخلاصها وشرفها على لواءات المجلس العسكرى، والنخبة المثقفة، ومتظاهرى الميادين لكفى، ولأصبحت مصر فى حال غير الحال.
الآن سيتحرك لسانى داخل فمى، وتبذل شفتى العليا كل جهدها الممكن لفراق شفتى السفلى، لكى تستمع إلى ما ستعتبره أنت كذبة، وأنا لن أبالى.. استجمع يا سيدى قواك العقلية، وماتبقى لديك من إيمان، ولا تحمل لسانك بما لا طاقة له من ألفاظ يحاسبك الله عليها يوم أن تلقاه.
أنا يا سيدى رأيت ملاكا، ولا تضحك لأننى لم أشاهده فى الحلم كما تعتقد، كما أننى لست بائسا مجنونا أعيش مع أوهام، أنا بالفعل شاهدت ملاكا لديه هاتف محمول أكلمه لأشكو فتأتى الإجابة شافية وحنونة، أصدع رأسه بمشاكلى فيضع علامة يساوى الشهيرة (=) ويقدم لى الحل مصحوبا بالكثير من الطمأنينة.
أنا لا أحدثك هنا عن هالة مضيئة تحيط برأسه، أو نور قوى يملأ وجهه، أو جناحين أبيضين فى ظهره، فأنا لا أقصد أبدا تلك الملائكة التى تظهر فى أفلام هوليوود أو تسكن لوحات كبار الفنانين، أنا أحدثك عن ملاك حقيقى يسير فى الشوارع، ويأكل مما ننأكل، ولا يخطئ كثيرا لأنه لا يملك الوقت لكى يرتكب الفعل الخطأ.
بعد أن أخبرك باسمه يمكنك أن تراقبه لتتأكد، منذ أن يهبط من محل نومه بابتسامته الهادئة، حتى يذهب لقضاء حوائج الناس، هذا المريض الذى ينتظر عناق كف يده، وتلك السيدة صاحبة المصلحة، وذاك الصديق الذى يحتاج إلى كتف يبكى عليه ومخلص ينصحه، وتلك الهموم التى يسير فى الشوارع لكى يجمعها فى حقيبة يده، ويختزنها فى عقله لكى يجد لها حلا، أنا أحدثك عن ملاك سيفرج الله عنه الكثير من مصائب الآخرة، لأنه صدق وعده، وفرج عن الكثيرين كروب الدنيا.
أنا ياسيدى لا أحدثك عن شخصية ما فى سيناريو أرسمه لـ«يوتوبيا» التى نحلم بها، أنا أحدثك عن حقيقة أعلمها جيدا، وواقع تلقاه أنت يوميا إن كنت من قراء جريدة «التحرير»، أو من زوار الميدان، أو قصر العينى.. عن تلك المرأة التى تكتب عن خلق الله، كما لم يكتب أحد من قبل.. عن نجلاء بدير أحدثك.
ربما تغضب منى هى الآن، وبالتأكيد ستقول إنها لا تستحق، وربما ستعتبره أنت ومن معك دربا من دروب النفاق والمجاملات.. حسنا فكر كما شئت.
فقط هى أعطت لنفسها الحق فى أن تكتب عن الناس، وأنا منحت نفسى الحق فى أن أكتب عنها، أو أعيد نشر ما كتبته عنها، لعل الجنرال الذى قذفها بحجارة قلة معرفته يفهم أو يدرك، أو لأننى أريد أن أقول له إن كفة تلك المرأة فى الشارع ستكون هى الأرجح ياسيادة اللواء، حتى لو كان فى الكفة الأخرى ألف نيشان لألف جنرال.. أو ربما أردت فقط أن أختبر قدرتى فى الكتابة عن الملائكة؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة