يبدو أن أزمة الإعلامية دينا عبدالرحمن، تعكس درجة الديمقراطية التى وصلنا إليها فى حواراتنا، وكيف أن هناك حرية إعلامية حقيقية، وسقف حرية بات أكثر اتساعاً مما كنا نحلم بالوصول إليه، طبعاً ما أقوله هو من باب التندر لا أكثر ولا أقل لأن العكس هو الصحيح تماماً، ومن يعيد قراءة تفاصيل المشهد الذى بثته فضائية دريم من خلال برنامجها الصباحى «صباح دريم»، وكل الذى فعلته مقدمة البرنامج أنها قامت بدورها كإعلامية فى مداخلة هاتفية، من سيادة اللواء كاطو، والذى تم تعريفه بالخبير الاستراتيجى، حيث كانت دينا تستوضح، وتستفهم منه عن سيناريو الأحداث التى وقعت فى العباسية، وتسأله لترضى علامات الاستفهام الكثيرة، عند المشاهدين وآلاف المتابعين حول تلك الأحداث، وقامت كما تفعل كل يوم برصد تلك الأحداث وردود الفعل حولها فى الصحافة المصرية، واستشهدت ببعض المقالات، ومنها مقالة الكاتبة الكبيرة نجلاء بدير، والتى لا تحتاج إلى دفاع من أحد، وما كان من سيادة اللواء إلا أن وصف نجلاء بدير بالمخربة، والطبيعى والذى من المفترض أن يقوم به أى إعلامى فى مكان دينا عبدالرحمن أن يدافع عن طرف ليس موجودا، وهذا ما نعرفه عن الإعلامى الحيادى، وتفاصيل المشهد بات يعرفها الكثيرون، حيث تم تعنيف دينا من قبل قناة دريم، ومسؤوليها، وقيل إنه بعد انتهاء الهواء مباشرة اتصل صاحب القناة رجل الأعمال أحمد بهجت بالإعلامية وأخبرها بانتهاء عقدها مع القناة.
وعن نفسى لا يعنينى كثيراً، ارتباك الخطاب الذى أصبح يخرج من بعض العسكريين، فهذا موضوع آخر، ولكن الذى لا أفهمه ولا أستطيع التعامل معه هو موقف قناة دريم من مذيعة تعمل فى القناة منذ سنوات طويلة وأثبتت حضورها، وصبرت كثيرا داخل هذه القناة، كيف يتم وببساطة هكذا التضحية بها، ألم يملك رجل الأعمال أحمد بهجت سيناريو آخر لاحتواء الأزمة، أم أنه قرر أن يفرش الأرض رملا ووردا للمجلس العسكرى، ويقول لهم: أنا خلاص «مشيتها البنت الوحشة المتطاولة» قبل أن يكون للمجلس أى رد فعل؟ وليكون بهجت هو السبّاق فى إرضائهم، متجاهلاً كل ما يتعلق بمهنة الإعلام والحرية وسقفها المرتفع فى قنواته، حيث كثيرا ما تشدق بهذا الكلام فى حواراته، التى ظهر فيها كضيف على العديد من الفضائيات وأيضاً بالتليفزيون المصرى، لا أعرف كيف حسبها الدكتور أحمد بهجت؟ ولكن يبدو أنه فضل أن يكون ملكيا أكثر من الملك على ما يبدو لأن هذا أكثر أمانا بالنسبة له، والذى أتمناه حقا ألا تخضع دينا لمحاولات الصلح، التى يقوم بها البعض فى محاولة لإعادتها إلى دريم، وأحسن لها أن تبدأ مع قناة جديدة فهى جديرة بفرصة جديدة فى مكان يقدرها، وليس مكانا يقرر صاحبها، ومن خلال مكالمة هاتفية الاستغناء عنها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة