أكرم القصاص

فلول على منصات الثورة

الخميس، 28 يوليو 2011 08:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب قائد الجيوش للملك وقال له: مولاى لقد هاجمنا أعداء جلالتك فى الشرق وحرقنا منازلهم ودمرناهم. فرد الملك: لكنى ليس لى أعداء فى الشرق، فأعدائى فى الغرب. رد القائد: الآن أصبح لك أعداء فى الشرق والغرب يا مولاى.. القصة تشير إلى أن بعض الحمقى يصنعون أعداء جددا بدلا من أن يواجهوا العدو الحقيقى.

نقول هذا بمناسبة ما أعلنته الحكومة عن إجراء عملية تطهير واسعة فى المؤسسات والهيئات الحكومية، لاستبعاد فلول النظام السابق، وهى قضية حساسة وتحتاج إلى الدقة وليس الأخذ بالشبهات، حتى لا تتحول المسألة من تطهير إلى انتقام وتصفية تطول أبرياء، وتبقى على الفاسدين والمفسدين، خاصة أن بعض من يقومون بذلك هم من المتهمين أو القادمين من عالم الفلول.

وبالتالى يجب أن يتم التطهير بطريقة واضحة تستند إلى معلومات وليس إلى شائعات وبلاغات شخصية، مع التركيز على من كانوا ضالعين فى فساد النظام السابق، وسارعوا لارتداء ملابس الثورة، واعتلوا منصاتها، وبدا أن ألاعيبهم انطلت على بعض الحمقى فحولوهم إلى ثوار، ومنحوهم شهادات دون استحقاق. وهؤلاء أخطر على الثورة من أعدائها الظاهرين، لأنهم محترفون فى الفساد قادرون على التلون مع أى نظام.

وقد شهدنا خلال الأيام الماضية قضايا فساد يفجرها أنصار للنظام السابق ضد منافسيهم، أو بلاغات يقدمها منافسون بدافع الحسد وليس بدافع المصلحة، فضلا عن أن بعض كبار الفلول سارعوا بارتداء ملابس الثورة، وزايدوا على مطالبها، طمعا فى أن تنقذهم مزايداتهم من العقاب، الأمر الذى يحول التطهير إلى مسألة شكلية، ويبقى على الفلول وربما يطال أبرياء أو ضعفاء. وبالنسبة للحزب الوطنى فقد تم حل الحزب والحديث يجرى عن عزل قياداته كلها، فهل العزل يتوقف عند القيادات فى القاهرة والمحافظات أم يمتد إلى المستويات الثانية والثالثة أو الحزب بكل أعضائه، وإذا كان هذا على المستوى السياسى فهل يطبق نفس الحل فى المؤسسات والهيئات؟ وما هى المعايير التى يجب تطبيقها؟ وهل يفضل أن يتم هذا من خلال القضاء حتى يمكن أن يكون الأمر محققا بالأدلة وليس بالرغبات؟

مع الأخذ فى الاعتبار أن أى موظف كبير يتم استبعاده سيكون من حقه الحصول على تعويض بالقانون، فضلا عن أن العشوائية فى التصفية والاستناد لشائعات من شأنه أن يقود إلى ثأرات وعداءات دون أن يقود لإنهاء الفساد. ولا يمكن تجاهل أن من يقومون بعمليات التصفية لمن يسمون « الفلول»، هم فى الأساس من الفلول أو من ينتمون إلى النظام السابق بطريقة أو بأخرى، مما يشير إلى احتمالات وقوع تجاوزات وأخطاء، قد تقود إلى صراعات تهدد الثورة بدلا من أن تخدمها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة