تنتظر مصر من أبنائها المحتشدين اليوم فى ميدان التحرير وفى باقى الميادين أن تتوحد كلمتهم ويلتئم شملهم ويسموا فوق التحزب والفرقة والانقسام والتشرذم، تنتظر مصر أن يرفع أبناؤها شعارا واحدا «الثورة أولا» وتحت راية واحدة «مصر فوق الجميع وللجميع» لا شرقية ولا غربية وإنما مصرية كما كانت دوما على مر التاريخ.
تنتظر مصر أن يدرك جميع أبنائها أن الخطر يحيط بهم من كل جانب وأن ثورتهم تهددها المخاطر إذا تفرقوا أحادا وجماعات متناحرة ومتنافرة، فعليهم التوحد لحماية هذه الثورة والتمسك بأهدافها النبيلة فى الحرية والتغيير.
الكل اليوم نريدهم مصريين فقط لا إسلاميين ولا ليبراليين ولا يساريين، نريدها مليونية الوحدة ولم الشمل والانصهار، لا نريدها انتهازية سياسية أو سعى لتحقيق مكاسب صغيرة. على الكل أن يدرك أن أعداء الثورة فى الداخل والخارج يتربصون بنا الدوائر وأنه لو قدر الله، وفشلت هذه الثورة فلن يكسب أحد وسنفشل جميعا وتذهب ريحنا، فلا بد من الاعتصام بحبل الوطن وحمايته والحفاظ على ثورته.
اليوم هو يوم التوافق فى جمعة لم الشمل حول المطالب الأساسية للثورة فى التغيير والتطهير والانتهاء من ملف المحاكمات لرموز الفساد السياسى والمالى وقتلة الشهداء واتخاذ القرارات والإجراءات الفورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والإصلاح الاقتصادى الشامل وتحديد جدول زمنى لتحقيق تلك المطالب.
أصوات العقلاء يجب أن تسود فى مليونية اليوم للم شمل القوى السياسية والشعبية والسعى نحو توحيد الجهود والقوى، والتكاتف من أجل إعادة الوحدة للصفوف من جديد، مثلما كانت فى أول أيام الثورة حتى يستعيد الناس الأمل فى المستقبل من جديد.
على الجميع أن يعترف بفضل هذه الثورة عليه فلا فضل لأحد عليها، فهى ثورة شعب بأكمله وليست ثورة تيار أو جماعة، وأنه لا صوت الآن يعلو فوق صوت الثورة أولا، حتى يتأسس النظام السياسى الجديد للدولة المدنية الحديثة، وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون على أرضية الديمقراطية الحقيقية والقانون والدستور.
نرجو أن يتحقق شعار جمعة لم الشمل والتوافق اليوم فى ميدان التحرير وباقى الميادين حتى تستعيد الثورة بريقها وزخمها.