عمرو جاد

"جمعة الغدر"

الجمعة، 29 يوليو 2011 05:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد العلمانيون والليبراليون، المسلمون منهم والملحدون، أنهم يستطيعون ببيان هزيل ذى ديباجة ركيكة أن يخدعوا عباد الله المسلمين، ويجروا أرجلهم إلى ما سموه "جمعة التوافق الوطنى"، ويدفعوهم لنسيان هويتهم الإسلامية، وجهادهم الأكبر ضد المبادئ الدستورية الحاكمة، لكن هيهات هيهات، فقد انقلبت خديعتهم عليهم، وارتد سحرهم فى نحرهم، فغطت الجلاليب البيض الميدان، وارتفعت منصة الإخوان فوق المنصات، وطغت مليونية "الهوية والشريعة" على مزاعم التوافق والتوحد.

سيشعر المرابطون فى ميدان التحرير اليوم بالندم لتمسكهم بالميدان، فقد صاروا أكبر طعم سائغ لأكبر خيانة سياسية منذ اندلاع الثورة، فلولا وجودهم ما خرج السلفيون اليوم عن بكرة أبيهم للميدان، حتى لم يتبق أحد منهم فى منزله، فهناك مستفيد أو أكثر من هذا الاستعراض الفج للقوة، الإخوان المسلمون بالتأكيد مستفيدون، والتيارات الإسلامية الأخرى أيضا، وعلى رأسها السلفيون والجماعة الإسلامية، ولكن المستفيد الأكبر هو المجلس العسكرى، فباستطاعته الآن بلمسة زر واحدة أن يسحق أى تواجد فى التحرير للحركات السياسية المرابطة هناك منذ الثامن من يوليو، يستطيع الآن أن يجرى الانتخابات وهو مطمئن الخاطر مستنداً للإرادة الشعبية بالتحرير، لن يحتاج المجلس بعد اليوم لأن يحرق أياً من أعضائه فى تصريحات تجلب له المشاكل.

نجحت التيارات الإسلامية اليوم عن جدارة فى إعلان وجودها على جثة "التوافق الوطنى"، ولقنت التيارات السياسية الأخرى درسا لن تنساه-إن عاشت- فى الحشد والتهييج، وخدعتهم باتفاق وهمى على مطالب الثورة ليفاجئوا بشعارات أخرى، وداهمتهم بسيناريو "جمعة الغدر" بدلا من مليونية "وحدة الصف"، فهى الحرب إذن، والحرب خدعة، ولا أحد ينكر على السلفيين حقهم فى ممارسة اللعبة السياسية، لكن المرارة التى تشعر بها باقى التيارات اليوم تنبع من الشعور بأن هؤلاء الذين خرجوا لنصر دين الله أفواجا، وكأن ميدان التحرير هو مسجد ضرار الذى يجب هدمه، مرشحون بقوة ليكونوا الطرف الآخر فى مؤامرة "الشعب ضد الشعب" للقضاء على الأصوات المزعجة للعيال "بتوع الحركات السياسية".. نعم مصر "إسلامية" لكنها أبداً لن تكون حكراً لأحد حتى ولو لمن يعتقدون أنهم هم المسلمون فقط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة