هل يتذكر أحد لجان تقصى الحقائق التى تشكلت لبحث أحداث كنيسة أطفيح.. أو لجان تقصى الحقائق التى قامت لبحث أسباب ما جرى فى إمبابة، هل سأل أحد نفسه أين ذهبت هذه اللجان؟ وماهى النتائج التى توصلت إليها؟ ومن هم المسؤولون عن هذه الأحداث؟
لا توجد إجابة عن هذا كله، ولن نصل إلى إجابة عن التساؤلات حول أحداث البالون والتحرير، لأن اللجان تستند فى الغالب إلى أقوال وشهادات ناقصة، وأحيانا تكون منحازة لوجهة نظر مسبقة، أويخجل أعضاؤها من إعلان الحقائق. ولا أحد يهتم بمعرفة نتائج عمل لجان تقصى الحقائق، لأن الجميع ينتشغلون بما يستجد من كوارث، تبدأ وتنتهى بلا سبب، وتبقى الاتهامات عامة والمتهمون مجهولون.
تشكلت لجان تقصى الحقائق فى أطفيح وإمبابة، وانتهت دون أن تكمل عملها. خرج أعضاؤها ليتهموا فلول أوبلطجية أ مستفيدين، وهى اتهامات لاتكفى لتفسير ما يجرى. ووارد أن تتكرر معارك طائفية، دون أن يعرف من وراء إشعالها.
يفترض أن تكون لجان تقصى الحقائق مختلفة عن تلك التى كانت تتشكل فى ظل نظام مبارك عند كل كارثة، وتنتهى إلى إعلان توصيات يتم نسيانها حتى الكارثة القادمة. فكرة لجان تقصى الحقائق لاتزال فى إطار إرضاء الأطراف، وليس البحث عن الحقيقة. وإعلان ماجرى بالضبط، وكيف حدث والمسئولين عنه، حتى يمكن معرفة من نحاسب ومن نعاقب. لكن ما يحدث أننا ننفعل بقضية فى وقتها، وبعد أيام ننتقل إلى الانشغال بقضايا أخرى وحوادث أخرى وننسى ما جرى.
بدأت مصادمات التحرير وسقط مئات الجرحى، وكلا الطرفين الشرطة والمتظاهرين، اتفقوا على ان هناك بلطجية كانوا فى الميدان، لكن الشرطة تقول ان البلطجية كانوا يعتدون عليهم بينما المتظاهرون قالوا ان البلطجية كانوا مع الشرطة، والمفترض ان يكون لدى لجنة تقصى الحقائق التى تشكلت من المجلس القومى لحقوق الانسان الأدوات والصبر لان تستمع لكل الشهادات، وأن تحاول اللجنة التوصل إلى حقيقة مشاركة البلطجية والى أى جهة ينتمون.
ومن كان يجلب الحجارة للتحرير، وما الحقيقة فى إطلاق رصاص على المتظاهرين وقنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية أومحرمة. كل هذه حقائق يفترض أن نعرفها وهو دور لجان تقصى الحقائق التى لايجب أن تكتفى بـ«سمعنا، ونما إلى علمنا، وتردد».
ما جرى اننا لم نر تقريرا للجنة ولكن سمعنا احاديث لاعضاء اللجنة قبل ان يتموا اعمالهم كانت اقوالهم كلها «سمعنا وقالولى». لم تختلف لجنة تقصى الحقائق كثيرا ع ما يستهلك فى التوك شو، مجرد اقوال مرسلة تفتقر إلى العلمية ولا تقدم جديدا. الأمر الذى يجعلها مجرد تحصيل حاصل. وتجعل الحقيقة ضائعة واحتمال تكرار الكوارث وراد.