الوزير الذى لا يعمل من أجل خدمة الشعب والسهر على تلبية احتياجاته وحل مشاكله لا يستحق أن يبقى فى الحكومة، وعليه أن يعتذر من نفسه عن منصبه ومهام وظيفته احتراما لذاته واعتذارا للشعب، الذى يعانى من كوارث وزارته وفشلها فى توفير أبسط مطالبه.
أقول هذا لكل وزير حالى فى حكومة الدكتور عصام شرف يرى أنه عاجز عن تنفيذ خططه واستراتيجيته، التى هى فى الأساس لخدمة الناس، التى تريد أن تشعر بتغيير ما فى معيشتها وأمور حياتها اليومية بعد ثورة يناير. فما يحدث فى الواقع يدفع الناس إلى «الزهق والملل» والإحساس أن هناك مؤامرة من بعض الوزراء أو من الحكومة لدفعهم للضجر من الثورة.
وأوجه هذا الكلام تحديدا للوزير حسن يونس وزير الكهرباء المستمر فى منصبة منذ عام 2001، ورغم ذلك فإن كوارث انقطاع التيار الكهربائى مستمرة فى كل أنحاء مصر وسيل الشكاوى لا ينقطع ولا يوجد حل لمشكلة استمرار انقطاع الكهرباء خاصة فى فصل الصيف على الرغم من تصريحات الوزير المتدفقة بالاستعداد لمواجهة الأزمة.
الوزير لا يشعر بمعاناة الناس عند انقطاع التيار لساعات طويلة، والمسؤولون تحته يتعاملون مع الشكاوى بمنتهى الاستهتار والاستخفاف ما دام أن الحساب والعقاب غائبان.
وأسوق لمعالى الوزير واقعة حدثت مساء الجمعة الماضى فى مدينة أكتوبر المدينة الجديدة، والتى من المفترض أنها مرافقها وشبكاتها الكهربائية لم يطالها بعد الإهمال والتآكل، ومع ذلك أصبح انقطاع التيار الكهربائى سمة غالبة ومتكررة يوميا فى المدينة فقد انقطع التيار عن الحى الثالث بالمدينة بأكمله لمدة 4 ساعات متواصلة دون أن يتحرك مسؤول واحد لإنقاذ الأهالى من الكارثة، التى أدت إلى خراب فى الأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية والدوائية بسبب حرارة الجو ومع كل محاولة للاتصال بالسادة البهوات فى شكاوى الكهرباء يأتى الرد باردا «استحملوا شوية معانا أدينا بنشتغل».
انقطاع التيار الكهربائى فى أكتوبر بالتأكيد يحدث مثله فى كل أنحاء مصر، ومع ذلك الوزير حسن يونس ما زال فى منصبه. وكان من الممكن أن نلتمس له العذر لو كان وزيرا جديدا، ولكن سيادته يعتلى المنصب منذ 11 عاما والكارثة مستمرة.
الوزير المحمل بكل خبرات الهندسة والفلسفة الكهربائية عاجز عن حل المشكلة وأسرار بقائه فى حكومة ما بعد الثورة ما زال لغزا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة